أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

البيض التركى!

د. أسامة السعيد

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 - 08:20 م

فى أغسطس الماضى، أعلن العراق وقف استيراد البيض التركى، وهو القرار الذى أصاب «العثمانيين الجدد» بالفزع، فنزل السفير التركى فى بغداد إلى الشوارع والمحال التجارية داعيا الناس لشراء بيض بلاده!
القرار العراقى مثّل ضغطا كبيرا على الأتراك، فأكثر من ٨٥٪ من البيض التركى يذهب إلى العراق وحده، وجاء قرار المقاطعة ليصيب كثيرا من المزارع التركية بخسائر فادحة، فضلا عن خسارة أكثر من ١٠ آلاف سائق وعامل فى قطاع الشحن لوظائفهم.
ومع تنامى الوقاحات التركية، ممثلة فى بذاءات «السلطان المزعوم» أردوغان، ومحاولاته المستمرة فى التدخل فى الشئون العربية، وبأسلوب يتجاوز كل الأعراف السياسية والدبلوماسية، بل وحتى حدود العقل والمنطق السياسي، وكان آخرها محاولة تبرير تدخله المدمر فى سوريا وليبيا، بأنها بعض من ممتلكات أجداده العثمانيين(!!)، فإن الشعوب العربية - قبل الحكومات- مطالبة برد فعل مناسب على تلك الصفاقة، ولا أقل من تنظيم حملات حقيقية لمقاطعة السلع التركية، التى تجد لنفسها طريقا سالكا إلى الأسواق العربية، رغم كل بذاءات حكومة أنقرة.
مقاطعة المنتجات التركية يمكن أن تكون صفعة قوية لسياسات أردوغان فى المنطقة، فالضغط الاقتصادى ربما يكون لغة يفهمها صانعو الخراب العثمانى الجديد، بعدما فشلت لغة الساسة فى توصيل الرسالة، وما يمكن أن يمارسه التجار ورجال الأعمال الأتراك، وكثير منهم من رعايا حزب العدالة والتنمية والمتحالفين معه والممولين لأنشطته، قد يكون أقوى بكثير مما تفعله بيانات وزارات الخارجية، أو برامج التوك شو.
لكن حملات المقاطعة ينبغى أن تكون عملا منظما، كى لا يتحول الأمر إلى «كلام فى الهواء». منظمات المجتمع المدنى عليها دور فى التوعية والتفعيل، ووسائل الإعلام يمكنها إطلاق الدعوة والحشد لها، والحكومات عليها دور فى توفير السلع البديلة من دول أخرى، ويا حبذا لو كان البديل وطنيا.. ويبقى الدور الأهم على المواطن العربى نفسه، الذى لا ينبغى أن يبقى أسيرا لمشاعر الغضب من الممارسات التركية، ومحاصرا بين كلمات الإدانة للجنون الأردوغانى، بل ينبغى أن يتحول الأمر إلى فعل.. والمقاطعة التجارية هى البداية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة