«مشرف الأمن» بالمدارس في غرفة «الإنعاش».. وروشتة علاج لإنقاذه «ضرورة»
«مشرف الأمن» بالمدارس في غرفة «الإنعاش».. وروشتة علاج لإنقاذه «ضرورة»


«مشرف الأمن» بالمدارس في غرفة «الإنعاش».. وروشتة علاج لإنقاذه «ضرورة»

أسامة حمدي

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019 - 05:16 م

 

- «عبدالعزيز»: استبعاد مدير المدرسة ليس حلا.. وهناك حوادث كثيرة لا يتم الإعلان عنها

-«البيلي»: نحتاج 50 ألف حارس أمن لتأمين مدارسنا.. وحوادث سرقات المدارس «متكررة»

- أهم أدواره.. تأمين دخول وخروج الطلاب ومنع الباعة الجائلين والعنف وتسجيل الزائرين

- الحلول.. تعيين أعداد كافية وتركيب كاميرات وترخيص سلاح صوتي والتنسيق مع «الداخلية»

 

أثارت واقعتي احتجاز تلميذة في كفر الشيخ، وتلميذ في طنطا؛ عقب انتهاء اليوم الدراسي، وتدخل الجيران لإنقاذهما، واستدعاء النجدة، غياب دور مسئول أو مشرف الأمن "النبوتجي" في مدارسنا، وطبيعة عمله وأدواره والمسئولية تقع على من في تلك الحالات؟ ولماذا تراجع دوره ما وصل بالمدارس الحال لأن يقتحمها بعض أولياء الأمور ويتعدون على المعلمين أو قد تحدث حوادث سرقات بها، وغيرها من المخالفات؛ لذا تناقش «بوابة أخبار اليوم» كل تلك الجوانب مع الخبراء لإيجاد حلول لفوضى المدارس.

 

دور مشرف الأمن   

في البداية يقول الدكتور أيمن البيلي، الخبير التربوي ومؤسس نقابة المعلمين المستقلة، إن دور مشرف الأمن كبير بالمدارس ويبرز في حالات الطوارئ والكوارث، وتأمين دخول وخروج الطلاب يوميا للمدرسة، وله دفتر لتوقيع الزائرين والمترددين على المدرسة، وله نوبتجيات يومية، موضحا أن دوره أصبح غائبا هذه الأيام ما تسبب في حدوث واقعتي احتجاز طالبة في كفر الشيخ وتلميذ في طنطا بعد انتهاء اليوم الدراسي.

 

50 ألف مدرسة

وتابع د. البيلي، حديثه في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن عدد المدارس في مصر 50 ألف مدرسة، ومن المفترض أنه في كل مدرسة حارس أمن على الأقل لتبادل النبوتجيات، لكن في الحقيقة أن حراس الأمن أعدادهم لا تغطي 10 آلاف مدرسة وهذا أول سبب للعجز في أعداد حراس الأمن على مستوى المدارس كلها، وما يحدث من أزمات عقب انتهاء اليوم الدراسي أحد أسبابه هو عدم وجود حارس الأمن والعامل النوبتجي.

 

سرقات المدارس

وأوضح أن حادثي كفر الشيخ وطنطا الذين تم احتجاز طالب وطالبة فيهما؛ هناك حوادث كثيرة لا يعلم الرأي العام عنها شيئا، وهناك حوادث سرقة ولا يتم الإبلاغ عنها كعادة المصريين في عدم الإبلاغ في مراكز الشرطة عن هذه الحوادث، ويقوم العاملون بجمع أموال وشراء ما فُقد أو ما سُرق حتى لا يتعرض العامل النبوتجي للعقوبة القانونية، وهذه أو نتيجة لعدم وجود حراس أمن وهي "سرقة المدارس".

 

عنف الطلاب

وتابع الخبير التربوي ومؤسس نقابة المعلمين المستقلة، حديثه قائلا: "أما الظاهرة الثانية الناتجة عن غياب حراس الأمن هي العنف أمام المدارس أثناء خروج الطلاب ودخولهم، وهناك حوادث قتل واشتباكات بالأسلحة البيضاء وكل أدوات المشاجرات المختلفة لكل المراحل التعليمية خاصة لمدارس التعليم الفني والثانوي، ويحدث أمامها عنف، ورغم أن دوره حماية المنشأة لكن أيضا دوره حماية الطلاب داخل وأثناء خروج ودخول الطلاب".

 

المسئولية مشتركة بين هؤلاء

وأشار إلى أن غياب حراس الأمن يؤدي إلى تكرار اختفاء الطلاب كما حدث في كفر الشيخ وطنطا فمثلا قد يتأخر الطالب ولا أحد يمر على الفصول، وهنا المسئول ليس وحده حارس الأمن ولكن المعلمين المشرفين على الحصص الأخيرة ومعلم الفصل في الحصة الأخيرة يجب أن يغلق باب الفصل بعد التأكد من عدم وجود تلاميذ به؛ فالمسئولية هنا مشتركة بداية من مدير المدرسة والمعلمين المشرفين ومعلم الفصل والأخصائي الاجتماعي، مشددا على ضرورة وجود لجنة مشكلة على مدار اليوم حتى انتهاء اليوم الدراسي، وفيهم حارس الأمن أثناء تسلمه اليوم الدراسي.

 

روشتة علاج الأمن

وأشار إلى أن الحل لهذه المشكلة تعيين أو التعاقد مع عدد كبير من حراس الأمن والعمال، وتخصيص غرفة مجهزة لحارس الأمن بكاميرات تعمل وجهاز يرصد كل حركة داخل المدرسة وأيضا يتم توصيلها بمكبر صوتي في الأدوار ليلا أو عقب انتهاء اليوم الدراسي، لرصد الحركة في الأدوار والحمامات فمثلا قد يصرخ الطالب من الممكن سماعه وإنقاذه، بالإضافة إلى الترخيص لحارس الأمن بسلاح صوتي على الأقل، والتنسيق بين وزارة التعليم والداخلية فيما يخص الحراسة والتفتيش داخل المدارس أثناء وعقب انتهاء اليوم الدراسي وذلك في وجود حارس الأمن، خصوصا وأنه ممنوع دخول الشرطة المنشآت التعليمية إلا في حالة الحوادث.

وأكد د. البيلي، على أن يصرح للشرطة للدخول والمرور داخل المدارس وغلق الأبواب وخاصة غرف الحاسب الآلي والمعامل ومدير المدرسة والتي تعد عُرضة للسرقة، والتأكد من عدم وجود سرقات واختفاء تلاميذ بالمدارس.

 

مُسميات على الورق

من جانبه يوضح الدكتور محمد عبدالعزيز، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس والخبير التربوي، أن دور مشرف الأمن كبير داخل المدارس يرتبط بإجراءات السلامة والأمان داخل المدارس والتأكد من خروج جميع الطلاب عقب انتهاء اليوم الدراسي وفي حالات الكوارث والأزمات والتأكد من هويات وشخصيات الزائرين للمدرسة والحقائب معهم، مضيفا أن دوره غير مفعل داخل مدارسنا لأننا نسير بسياسة "تستيف الأوراق" ومسميات على الورق فقط، والواقع ما يحدث في واقعتي تلميذ طنطا وطالبة كفر الشيخ، وهناك حالات أخرى لا يتم الإفصاح والإبلاغ عنها، وهناك حادثة حدثت في المقطم من حوالي أسبوع تقريبا وهو قيام إحدى أولياء الأمور بالتعدي بالضرب على مديرة مدرسة وقامت بسحلها ووقاموا بتحرير محاضر لبعضهما في الشرطة والحادث لم يتم الإفصاح عنه داخل المدرسة.

 

تعدي أولياء الأمور

وتابع د. "عبدالعزيز" حديثه قائلا: "هل العقوبة تقتصر على تحرير محاضر فقط؟ وهناك خلل في آداء الأدوار داحل المنظومة التعليمية، ولا يوجد في كل مدرسة مشرفين أمن، وأتمنى من الوزارة أن تخرج علينا ببيانات حقيقية وأرقام عن أعداد المدارس والمدرسين وأفراد الأمن ومرتباتهم وهل متعاقدين أم مثبتين، وهل يتم تقييم أوضاعهم والرقابة عليهم، وهذا غير مُعلن من الوزارة، والدليل أنه تحدث سرقات داخل المدارس ولا يتم الإبلاغ عنها".

 

استبعاد مدير المدرسة

وأكد أن وزارة التعليم ما قامت به من استبعاد مدير المدرسة في حادثتي طنطا وكفر الشيخ، رغم أن مدير المدرسة هو الأضعف في العملية التعليمية ولا صلاحيات له ولا إمكانات مادية ولديه عجز كبير في المعلمين، وفي بعض الأحيان كانوا يستعينوا بالمدرسين والعمال كأفراد أمن خاصة أنه في ضوء الفقر والعوز لا يقوم بمهام كعمله كمنع الباعة الجائلين من الوقوف أمام المدرسة أو التفتيش على الكانتين وطفايات الحريق، فهل يستطيع القيام بأدوار؟!

 

أسئلة لوزارة التعليم 

ووجه الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس والخبير التربوي، حديثه لوزارة التعليم: "ما نتائج ثورة التعليم التي وعدتم بها؟ وماذا تم اتخاذه إزاء الفوضى في المدارس؟ ونريد رد علمي وعملي بالأرقام والإحصائيات وهل لدينا 48 ألف فرد أمن في مدارسنا وأفراد احتياطي لهم في حالات المرض والإجازات.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة