محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

جريمة القطار!!

محمد بركات

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 07:17 م

فى الجريمة بالغة البشاعة التى ارتكبها «كمسارى» القطار رقم «934» المتجه من الإسكندرية إلى الأقصر، رأينا مثالاً حياً وشديد الفظاظة، لغياب المشاعر الإنسانية الرحيمة، لدى رجل مهمته التعامل اليومى المكثف مع الركاب طوال ساعات عمله وبصفة دائمة،...، وهو ما يتطلب قدراً كبيراً من المرونة وحسن التصرف، دون اهمال أو تراخ فى أداء مهام عمله ومسئوليته فى نطاق وظيفته.
كما رأينا أيضا صورة بالغة البشاعة والقسوة، من جمود مشاعر التعاطف الإنسانى الطبيعى والتلقائى، المفترض تواجدها لدى عامة الركاب وعموم الناس، عندما يتواجدون، حتى ولو بالصدفة، فى موقع أو مكان يتعرض فيه أحد المواطنين لأزمة طارئة، أو ظروف سيئة لا يستطيع الخروج منها أو مواجهتها.
التصرف المتوقع والمعتاد فى مثل هذه الأحوال هو، أن تتحرك مشاعر التعاطف الإنسانى لدى الحضور، ويسارعوا لنجدة الشخص المأزوم، ويساعدونه بكل السبل على الخلاص من أزمته،...، وهو ما لم يحدث، بل لم يتحرك أحد لتقديم أو حتى عرض المساعدة على الشابين، بل اكتفوا بالمشاهدة ومتابعة تطور الأحداث المؤسفة، التى انتهت بالجريمة المفجعة.
كان من المفترض طبقا لنصوص القانون المعمول به فى السكة الحديد، أن يقوم «الكمسارى» بالتحفظ على الشابين وتسليمهما إلى شرطة السكة الحديد، نظرا لركوبهما القطار دون تذاكر سفر، وعدم قدرتهما على دفع قمية التذاكر وأيضاً الغرامة،...، ولكن الكمسارى لم يلتزم بالقانون.. وهذه خطيئة كبيرة.
وكان من المفترض ان يقوم الركاب أو بعضهم على الأقل، بمنع «الكمسارى» من تحريض الشابين على القفز من القطار، والحيلولة دون الوصول إلى ما جرى وما كان،..، ولكن احدا لم يتحرك، وهذه مأساة تحتاج إلى بحث ودراسة،...، والسؤال الآن ماذا جرى للناس حتى تغيب مشاعر الرحمة والتعاطف الإنسانى التى كانت سمة مميزة للمصريين؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة