صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الساحر الأمريكى

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 07:18 م

 

لم يكن غريبا أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بعملية تصفية حليفها الاستراتيجى أبو بكر البغدادى.. وذلك فى عملية مدبرة بدقة لتؤتى ثمارها فى توقيت أحوج ما يكون له الرئيس الأمريكى ترامب.. لإحداث خلل فى موازين القوى لصالحه.. فموعد الانتخابات الإمريكية على الأبواب.. فى وقت تعانى شعبيته الكثير من الانخفاض وفقا لأحدث الاستطلاعات.
العملية ليست بجديدة على السياسة الإمريكية.. فهى دائمة الإطاحة بحلفائها.. فهى التى أطاحت من قبل ببن لادن فى عملية شبيهة فى عهد الرئيس السابق أوباما.. ومن قبله بوش الذى أطاح بصدام حسين فى سيناريو مختلف.
القيادة الأمريكية تريد أن تقول للعالم وللأمريكيين أنها تواجه الإرهاب وحدها بضربات قوية.. وفى نفس الوقت تريد الحصول على مكاسب على الصعيد المحلى الامريكى.. لتداوى جراح الاقتصاد الامريكى الذى استنزفته السياسات الأمريكية الخاطئة الفاشلة فى حساباتها.
حيث خسرت الولايات المتحدة حروبها فى افغانستان والعراق وحتى فى سوريا.. ورغم ذلك لا تستطيع الخروج من هذه الدول التى ورطت نفسها فيها، وتسوق المبررات أمام شعبها تارة من أجل محاربة الإرهاب، وأخرى من أجل حماية آبار النفط فى الشرق الأوسط وحماية المصالح الأمريكية.
الرئيس ترامب فى تقديرى لم يعد فى جعبته الكثير من السياسات أو المفاجآت التى اعتدنا عليها من وقت لآخر.
الرئيس ترامب حاول فى هذه العملية أن يقوم بدور الساحر الذى يخرج الأرنب من القبعة.. ليلفت أنظار من حوله فى إبهار.. وكأنه حقق المعجزة التى تلهى المتابعين عما قام به من سياسات فاشلة فى العراق وسوريا التى لم تندمل جراحها بعد.. فهو قبل أيام يفسح الطريق أمام قوات أردوغان لتطأ الأرض السورية فى عملية وصفها بأنها ناجحة أتت بثمارها.. وما لبث أن فرض عقوبات واهية على بعض رموز النظام التركى لعدة ساعات بسيطة.. ثم يعود ويرفع هذه العقوبات. الكل توهم أن عملية أردوغان فى سوريا بعدما أعطت الولايات المتحدة له الضوء الأخضر ليقوم بها بأنها ستكون نهاية الرئىس التركى على غرار اللعبة الأمريكية القديمة مع صدام حسين.. ولكن الشواهد تؤكد أن أردوغان لايزال الطفل المدلل لدى ترامب.. فهو استطاع أن يحقق الأهداف الأمريكية.. حتى وإن ظهر الدور الروسى فى المنطقة.. لتعديل بعض موازين التهدئة.. لكن هذا الدور لم يكن أبدا إلا بموافقة الولايات المتحدة.. فهى التى سمحت بهذا الهامش الذى تلعبه روسيا.
المنطقة مشتعلة بالحرب الايدلوجية بين السنة والشيعة.. ففى الوقت الذى بدأ فيه الفرقاء فى اليمن يعيدون حساباتهم للخروج منها والجلوس على مائدة المفاوضات مع الحوثيين.. تجدها تشتعل فى لبنان.. ويتورط حزب الله فى تشابكات مع الطوائف الاخرى داخل الأراضى اللبنانية.. ونفس المشهد يتكرر فى العراق.. بعدما تركته أمريكا لإيران ليحكمه كيفما يشاء..
كل الشواهد تؤكد أن الصراع الأيدلوجى سيختفى من العالم الغربى ليحل محله التعاون الاقتصادى والاستثمارى.. ليسكن الصراع داخل منطقتنا ليدمرها.
متى ننتبه..
لم يعد لدينا ما نفقده

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة