نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

محاربة الفقر بالتنوير

نوال مصطفى

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 07:28 م

فى أحد صباحات الأسبوع الماضى كنت على موعد مع العلم والفكر والبشر الإيجابيين، الذين يفكرون فى هموم البشر على كوكبنا العامر، ويخصون أمتنا العربية بالتركيز والتشريح والتحليل، فى بحث دائم للوصول إلى حلول. شاركت بدعوة كريمة من الشبكة العربية للجمعيات الأهلية فى ورشة عمل إقليمية عنوانها «الطريق نحو منظومة قيم وسلوكيات ومهارات مساندة لأجندة 2030 ـ قراءة فى مسودة المدونة العربية للتنمية المستدامة». والتقيت هناك نخبة من المفكرين والباحثين المصريين والعرب منهم الدكتور حسن الببلاوى المشرف العام على الشبكة، والدكتور سمير مرقص الكاتب المعروف والباحث الرئيسى لمشروع المدونة وأستاذة هدى البكر القائم بأعمال المدير المكلف للشبكة وأستاذ جبرين الجبرين مدير إدارة المشروعات ببرنامج الخليج العربى للتنمية. كذلك التقيت أصدقاء وصديقات أعزاء منهم الأستاذة هدى البكر القائم بأعمال رئيس الشبكة، الدكتورة إقبال السمالوطى رئيسة مجلس إدارة جمعية حواء المستقبل، والأستاذة منال الجميل عضو مجلس النواب والخبيرة فى المجتمع المدنى والدكتورة سهير عبد القادر مدير المشروعات بالمجلس العربى للطفولة والتنمية وغيرهم.
أهم ما فى تلك الورشة القيمة هى تلك المناقشة القيمة التى دارت من الحضور - وكلهم قامات تتمتع بالخبرة والمعرفة فى مجال المجتمع المدنى ـ حول العرض المكثف الرائع الذى قدمه الدكتور سمير مرقص والدكتورة نادية رفعت الباحث المشارك بالمشروع لمسودة المدونة. والمدونة هى بحث معمق لأهداف أجندة التنمية المستدامة 2030 أنتجها برنامج الخليج العربى للتنمية.
نقاط سريعة حول المدونة كما جاءت على لسان دكتور سمير مرقص: أن التنمية المستدامة تعطينا مساحات حركة أوسع فى التطبيق لأنها جمعت المفكك وصنعت منه ضفيرة أو حزمة واحدة من مجالات الحركة تعمل بالتوازى والتداخل والتكامل، فجمعت التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والسياسية فى بوتقة واحدة وصنعت روابط بين كل منها والآخر. وطالب بنمذجة التنمية المستدامة من خلال جمعيات أهلية تطبق أهداف التنمية المستدامة فى مواجهة مشكلة الفقر والتطلع إلى النهوض والتقدم وتصبح «pilot» لغيرها من الجمعيات والهيئات والحكومات.
«إن التقدم لصيق بالتنوير وعصر التنوير فى أوروبا كان هو شرارة التقدم وبدايته» هذا ما جاء فى تعليق دكتور حسن الببلاوى، وهى نقطة بالغة الأهمية تحمل البعد الأعمق والحقيقى لجذور مشاكلنا المزمنة. أما مداخلتى أنا فقد ركزت فيها على جدوى هذا الكلام المهم وتلك المناقشات العلمية التى ترصد الاتجاهات العالمية فى مواجهة شبح الفقر. كان رأيى أن إصدار تلك المدونة يحتاج إلى حملة إعلامية واسعة تستخدم فيها كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة لتوعية الشباب وهم الفئة المستهدفة، وتثقيفهم تنمويا إذا جاز العبير. وتوصيل مفاهيم وأهداف خطة التنمية المستدامة السبعة عشر. كذلك إصدار تطبيق لتلك الأهداف بطريقة جذابة مبتكرة تتعامل مع الشباب بطريقتهم وذهنيتهم التى تعتمد على الصورة المبهرة والمعلومة البسيطة المختصرة. هذا لو أردنا فعلا أن تخرج التوصيات والأوراق البحثية من القاعات المغلقة إلى حيز التنفيذ.
أسعدنى أن تكون الجلسة الرابعة والأخيرة من هذا اليوم العلمى البحثى القيم مخصصة لتوقيع بروتوكول التعاون بين الشبكة العربية للجمعيات الأهلية وبين جمعية رعاية أطفال السجينات بحضور الأستاذ جبرين الجبرين وإعلان الأستاذة هدى البكر القائمة بأعمال رئيسة الشبكة أن جمعية رعاية أطفال السجينات سوف تكون الجمعية الأولى التى يتم تطبيق أهداف التنمية المستدامة من خلالها لصنع نموذج على الأرض يمكن تطبيقه فى أى بلد فى العالم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة