ميرفت شعيب
ميرفت شعيب


عطر السنين

القطار 934

ميرفت شعيب

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 07:28 م

الحادث المأساوى الذى ارتكب فى قطار الإسكندرية - الأقصر رقم 934 بعد منتصف الليل فى ليلة معتمة غاب فيها الضمير الإنسانى حين أصر كمسارى القطار على تطبيق القانون - بشكل أعمى - على بائعين جائلين فقيرين لا يملكان ثمن التذكرة والغرامة (وكبرت فى دماغه) وخيرهما إما دفع ثمن التذكرة أو تسليم بطاقتيهما الشخصية لعمل محضر وتسليمهما للشرطة أو النزول من القطار (فورا).. لم يصبر على طردهما لحين توقف القطار فى محطة طنطا لينزلا بأمان بل أصر على نزولهما أثناء مرور القطار بمحطة دفرة القديمة حيث اختلف الشهود على تحديد سرعة القطار التى كانت كافية ليلقى أحدهما مصرعه بطريقة بشعة حيث فصلت رأسه عن جسده وهو شاب فى الثالثة والعشرين، أما الآخر فقطعت رجله وأصيب بكدمات وسجحات هذه المأساة كان يمكن تجنبها لو أن رئيس القطار والكمسارى قد تعاملا مع الموقف بشيء من الهدوء والعقلانية فالقطار ليس مجرد وسيلة مواصلات وإنما هو أيضا وسيلة قتل خطيرة وحوادثه يصاب فيها الكثير من الضحايا الأبرياء والمفروض أنه هيئة خدمية ينقل المسافرين بأمان وراحة وليس مكانا يطرد منه شابين فقيرين يسعيان على لقمة العيش الشريف ولو كانت داخل القطار.. ليس دفاعا عن البيع العشوائى داخل القطار أو المترو أو الشوارع ولكن دفاعا عن الملايين من أبناء هذا الشعب الذين يسعون لكسب رزقهم بشرف دون أن يسلكوا طريق الانحراف.. أمام النيابة العامة يمثل كل من رئيس القطار والكمسارى المسئولان عن جريمة القتل العمد للشاب محمد عيد وإصابة الشاب أحمد سمير التى قد تعوقه عن كسب رزقه وتؤثر على مستقبله.. الموقف الإنسانى الذى قام به وزير النقل ومحافظ القليوبية بتقديم واجب العزاء لأهل الشاب القتيل الذى دفعته ظروفه ليعمل كبائع متجول رغم حصوله على دبلوم صنايع ولكنه شاب مكافح لم يركن للبطالة وإنما عمل على صنع وبيع الميداليات التذكارية فى العتبة والمصايف وكان ينفق على أسرته حتى لقى مصرعه فى حادث مشئوم نتج عن ضيق أفق الكمسارى الذى نسى أنه يأمر الشابين بالقفز من قطار وليس من ميكروباص.. ويبدو أن الحادث وقع فى دقائق معدودة حيث لم يتسع الوقت للركاب ليدفعوا ثمن التذاكر التى دفع الشابان ثمنها غاليا، أحدهما دفع حياته والآخر أصيب بعاهة مستديمة ويبدو أن الموظفين الخدميين فى حاجة لتعلم تطبيق روح القانون حتى لا تحدث مآسٍ مشابهة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة