يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

جمال الغيطانى يا محافظ القاهرة

يوسف القعيد

الخميس، 31 أكتوبر 2019 - 07:27 م

وجمال الغيطانى يا سيادة اللواء خالد عبدالعال، محافظ عاصمة مصر، روائى وأديب وصحفى. وقبل هذا وبعده عاشق من أكبر عشاق مصر. منذ أن وجدت وحتى نهاية العالم. أعترف أننى أواجه الآن بزحام ما يمكن قوله عن مشروع جمال الأدبى وتجليات جهده الصحفى، فهو صاحب حلم جريدة أخبار الأدب. وقد جاهد جهاداً غير عادى حتى يخرجها إلى الوجود. وأصبحت الآن الجريدة الأدبية والثقافية الأولى فى الوطن العربى.
كان جمال من أكثر الأدباء ارتباطاً بالمكان والزمان المصريين. وكان ابناً لعصره ولتاريخه. خاصة الفترة المملوكية كان يحفظ ما جرى فيها. روايته الفريدة: الزينى بركات. كانت فتحاً فى كتابة الرواية التاريخية. لم تكن نصاً تاريخياً تقليدياً. بقدر ما قالت ما لم يجرؤ أحد أن يقوله لا فنيا ولا مباشرة عن مصر الستينيات. ثم أننى لا أعتقد أن روائياً مصرياً أو عربياً - باستثناء نجيب محفوظ - ترجم إلى لغات العالم مثل جمال. بل ربما كانت هناك لغات عالمية كان جمال أول من يُتَرْجَم لها قبل كل الأدباء العرب وربما أدباء العالم الثالث والعالم.
قدمت عنه رسائل جامعية فى الجامعات المصرية والعربية والعالمية وبلغات لم أكن أسمع عنها من قبل. والرسائل كانت نتيجة ترجمات مشروعه الأدبى الكبير إلى لغات هذه البلدان. فضلاً عن أن جمال كان من أوائل المحررين العسكريين الذين أسسوا هذا الدور باعتباره معزوفة عشق للوطن فى السنوات الواقعة بين صدمة يونيو وانتصار أكتوبر.
ما إن عرف جمال بحصار العدو الصهيونى للسويس الباسلة حتى كان هناك. لم يتركها إلا بعد انتصارها المبين على العدو. وكتب رائعته: حكايات الغريب. التى تحولت لفيلم سينمائى يعد من أهم تراث السينما المصرية التى رصدت صراعها مع العدو. لدىَّ ما يمكن أن يشكل مجلدات وكتباً عن جمال، وقد دون الكثير منها فعلاً. ولكن محافظ القاهرة قد يسألنى عن علاقته بما أكتبه. مع أن له علاقة جوهرية بالأمر. عاش جمال الغيطانى فى الجمالية وانتقل إلى مدينة نصر، ثم حلوان، وأخيراً المعادى التى سكنها حتى رحيله عن الدنيا.
عندما توفى جمال "9 مايو 1945 - 18 أكتوبر 2015". كتبت ومازلت أكتب أنه يستحق متحفاً يحمل اسمه. وتوضع فيه طبعات رواياته الأولى وترجماتها والرسائل الجامعية عنه وأوراقه الخاصة التى كان يحتفظ بها بعناية. ومن المؤكد أن أسرته وأصدقاءه وعشاقه ومريديه يضعونها فى حبات الأعين.
وإلى أن يتم هذا أطلب من محافظ القاهرة أن يطلق اسم جمال، على شارع فى الجمالية. والشوارع كثيرة. وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لذكراه حتى يصبح ممكناً إقامة متحف له باسمه فى أى مكان بالجمالية.
كثير من المستشرقين والمستعربين ودارسى الأدب العربى حول العالم كله. عندما أقابلهم يستنكرون عدم الاهتمام بتراث جمال الغيطانى. وعدم السعى لإطلاق اسمه ليس على شارع فى الجمالية. ولكن على مدرجات فى كليات الآداب بالجامعات المصرية أو قاعة فى اتحاد الكتاب أو نقابة الصحفيين ويستغربون هذا الصمت تجاهه. ويقولون إن ما يستحقه من مصر - هنا والآن - أكثر من أن تصفه الكلمات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة