جلال السيد
جلال السيد


تقوى الله

البعث والنشور

جلال السيد

الخميس، 31 أكتوبر 2019 - 07:56 م

 

من البشر من يؤمن بالبعث والنشور والبعض ينكر هذا.. ونجد أن الله ذكر لنا فى كتابه الكريم قصتين للدلالة على قدرته وعلى صحة البعث والنشور.. القصة الأولى تبدأ بقوله «أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِى هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا» وهذا القول منسوب إلى عزير بن شرفيا وقيل أيضا هو حزقيا بن بوزى وقيل غير ذلك المهم فى الأمر أن المراد بهذه القرية هى بيت المقدس وكان قد ضربها بختنصر البابلى ومعنى خاوية على عروشها ان جدرانها ساقطة على سقوفها أى أن الخراب قد عمها والدمار قد نزل بها فقال هذا الرجل متعجباً كيف يحيى الله هذه القرية بعد موتها أى كيف يعيد الله بقدرته العمران بعد الخراب والحى بعد الممات.. فأماته الله مائة عام ثم بعثه وكان أول شيء أحيا فيه عينه لينظر بها إلى صنع الله وكيف يحيى بدنه بعد ذلك وقال له الله بعد ذلك بواسطة الملك.. كم لبثت ميتا ورد الرجل لبثت يوما أو بعض يوم وفى هذا بيان للناس أن الموت يشبه النوم وأن البعث يشبه اليقظة وأنه ليس هناك شيء محال على الله وفى الحديث الشريف وقال الله لتموتن ولتبعثن كما تستيقظون.
وتستكمل السورة، يقول الله له «فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً» وكلمة لم يتسنه أى لم يتغير بمرور السنين الطويلة وكلمة ننشزها أى نرفعها ونحييها فحمارك نخرت عظامه وتفرقت عظامه فانظر قدرة الله الذى يجمع هذه العظام ويركبا بعضها إلى بعض ثم نوحدها ليعود إلى حالته الأولى فلما تبين للرجل كل ذلك قال «أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» وأن الله لا يعجزه شىء ودليل على صحة البعث والنشور.
والقصة الثانية والتى تؤكد هذا المعنى قول الله تعالى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْيِى المَوْتَى» قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن..قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى ويحكى القرآن أن الله قال له َ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً» وهذا مثال محسوس فى عودة الأرواح إلى الأجساد بقدرة الله وأنه غالب على أمره قاهر فوق عباده وهذا أبلغ دليل على قدرة الله وعلى صحة البعث والنشور.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة