علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

مشروع الشارقة القومى

علاء عبدالهادي

الخميس، 31 أكتوبر 2019 - 07:57 م

تسعى كل دولة مهما كانت كبيرة، أو صغيرة إلى أن يكون لها مشروعها القومى الذى تسعى لإنجازه، عبر عدة سنوات أو حتى عدة عقود، وبقدر صلابة القيادة السياسية، وإيمان الشعب بأهمية هذا المشروع، واقتناعه بأنه سيكون أول من يجنى ثماره بقدر نجاح هذا المشروع من عدمه، وإذا قلنا "المشروع القومى" فعادة ينصرف الذهن إلى مشروع اقتصادى، تنموى، يغير من حياة الناس إلى الأفضل، ولكن المشروع القومى الذى سعى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة إلى تطبيقه فى العقود الأربعة الأخيرة هو مشروع ثقافى بحت يجعل من بناء الإنسان وتشكيل وعيه وإدراكه هو القلب والجوهر والمبتغى الأساسى من هذا المشروع طويل الأمد الذى يحتاج إلى صبر ورؤية وبعد نظر، ولم يقتصر الأمر على مشروعات ثقافية كثيرة ومتعددة جرى بناؤها وتشكيلها داخل الإمارة، بل امتدت أذرع الشارقة الثقافية لتمتد إلى عدة دول عربية، أنشئت فيها عدة مؤسسات ثقافية دائمة،  هذه الرحلة الطويلة التى خاضها الشيخ القاسمى فى غرس شجرة الثقافة أتت ثمارها وتوجت باختيار اليونسكو لإمارة الشارقة لتكون عاصمة عالمية للكتاب خلال عام 2019، وليصل معرض الشارقة للكتاب فى دورته الـ 38 التى افتتحت فعالياتها أمس الأول إلى ذروة التألق، وأصبح المعرض أحد أهم معارض الكتاب ليس فى عالمنا العربى فقط بل فى العالم من حيث تبادل حقوق النشر، وحقوق الترجمة، ناهيك عن إنشاء أول مدينة حرة للنشر فى الشارقة لتكون بوابة العرب على النشر العالمى، والعكس.. ويبقى معرض الشارقة قبلة للناشرين والمبدعين المصريين إلى الحد الذى يختلط عليك الأمر وتتساءل: هل أنت فى معرض الشارقة أم القاهرة للكتاب؟!.. ولكن هل حققت الشارقة مبتغاها عبر هذه الرحلة الطويلة؟ السؤال طرحه الشيخ القاسمى فى افتتاح فعاليات المعرض ورد هو نفسه وقال: لم يكن لقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب الغاية النهائية للوقوف عنده، ولكن ستواصل الشارقة مشوارها الثقافى حتى تستعيد الأمة العربية والإسلامية المكانة التى تليق بتاريخها وتراثها ومنجزاتها التى ملأت العالم نوراً ومعرفة، وقال إن الثقافة بنت الصبر، ومشوار الثقافة لم يكن مجرد خيار، بل السبيل الوحيد للوصول إلى الهدف المنشود. رهان القاسمى على بناء العقل، رهان على الحصان الرابح.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة