الروائية العُمانية جوخة الحارثي
الروائية العُمانية جوخة الحارثي


أول عربية تحصل على «مان بوكر»: علينا أن نثق بأدبائنا أكثر

علاء عبدالهادي

الجمعة، 01 نوفمبر 2019 - 02:33 م

أكدت الروائية العُمانية جوخة الحارثي، الفائزة بجائزة الرواية العالمية "البوكر"، عن روايتها "سيدات القمر"، على سعيها المتواصل لملاحقة تاريخ الإنسان، موضحة أن روايتها الفائزة تسلط الضوء عن قرب على التحولات التي أحدثها التطور التاريخي وما ترافق معه على المجتمع العُماني المحُافظ وتحديداً النساء، داعية الأوساط الثقافية والقراء إلى الثقة أكثر بالأدباء العرب خاصة من فازت مؤلفاتهم المترجمة بجوائز عالمية. 

جاء ذلك خلال ندوة حوارية استضافها معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ38 التي تستمر فعالياته حتى 9 نوفمبر المقبل، وأدارتها الإعلامية رانيا سعدي، تطرقت فيها للحديث عن فوزها بجائزة الرواية العالمية (البوكر) وعلاقة الترجمة في إيصال الابداع العربي للعالم وتاريخها في مجال الكتابة الإبداعية. 

ولفتت الحارثي إلى أن الترجمة تقود للفوز بالجوائز لكن العمل الأصلي هو الأساس وقالت:" أنا حملت بلادي وتاريخها وتشابكات العلاقات فيها ونقلتها بلغتي العربية للعالم، ليتعرف عليها، وأنا أؤمن بأن الأدب صفة إنسانية، أنت تخاطب جميع البشر من خلال ما تكتبه، لكن على الكاتب الجيد أن يختار الوسيلة الأنجح التي يستهدف بها جمهوره".

وأضافت: "لقد جاءت فرصة ترجمة روايتي إلى الإنجليزي من خلال الدكتورة مارلين بوث، الكاتبة والباحثة والمترجمة الأمريكية للأدب العربي، عندما عرضت عليها النص قرأته وقالت لي سأترجمه لقد أحبته وأصرت على أن تنقله إلى القراء باللغة الانجليزية".
 
وتابعت:" فتحت لي الترجمة بوابة الوصول إلى القارئ الأجنبي، وأنا أؤمن بأن الترجمة هي الجسر الذي يوصل الإبداع للقراء بلغات مختلفة. فالكاتب العربي عندما يترجم عمله إلى لغات أخرى هو يريد لتلك الشعوب أن تقرأ منجزه"، مشيرة إلى أن الكاتب، لا يترجم أعماله لينشر في النطاق المحلي، وإنما للوصول إلى العالم.

وقالت: "أوصلت الترجمة روايتي إلى نيل جائزة عالمية، لكن هذا لا يعني أنها لا تحتفي بثقافة بلادي، حيث تساءل الكثير: هل كان يمكن لكِ أن تفوزي بها عربياً، وأقول لهم لقد ترشّحت لجوائز عربية كبيرة وأنا أروي تاريخ بلادي بلغة أخرى". 

وتطرقت الحارثي خلال الجلسة للحديث عن تجربتها في الكتابة للأطفال، حيث أكدت أن الكتاب لهذه الفئة أكثر صعوبة من الكتابة للكبار، وقالت: "قصصت على أطفالي الكثير من ما تمتلئ به ذاكرتي من حديث الجدات والموروثات الشعبية، ووجدت أنهم يرغبون بالمزيد، لهذا بدأت بسرد قصص من نسج خيالي عليهم واكتشفت بأنني قادرة على كتابة هذا النوع من الأدب، وعندما كانوا يتفاعلون معي أدركت أنني في الطريق الصحيح". 

وتوقفت الحارثي عند التقنيات التي استخدمتها في "سيدات القمر"، حيث تحدثت من خلالها بأصوات ثلاث نساء مختلفات ترافقت حياتهم مع مرحلة مهمة من مراحل سلطنة عُمان، وسلّطت من خلالهن الضوء على ما يدور من علاقات بين النساء البطلات وعائلاتهنّ سيما وأنهن نشأن وترعرعن في بيئة محافظة في قرية "العوافي"، حيث رصدت علاقة النساء وصراعاتهنّ مع الحبّ والعاطفة والهجرة ومشاعر الفقد.

يشار إلى الحارثي أصدرت ثلاث مجموعات من القصص القصيرة وثلاث روايات هي: "منامات"، "سيدات القمر"،  "نارينجا – البرتقال المرّ"، التي حصدت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، كما تُرجمت أعمالها إلى اللغات الصربية والكورية والإيطالية والإنجليزية والألمانية.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة