محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


بسم الله

أين القيم والأخلاق؟

محمد حسن البنا

السبت، 02 نوفمبر 2019 - 07:24 م

«خللى عندك دم، وردى عليا، وحسى شوية باللى أنا فيه»، ليس كلامى والله، ولا يمكن أن أتفوه بمثله، فلقد تربيت على القيم والاخلاق والعيب، إنما هو مطلع أغنية أذاعتها الاذاعة، سمعها الآلاف إن لم يكن ملايين، وقد لفت نظرى، ونظر الاستاذة الدكتورة نجوى الفوال، رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية الاسبق، وأستاذ الاعلام بجامعة القاهرة، لهذا كتبت تقول : «اعتذر لحضراتكم جميعا عن هذه الألفاظ، بس تخيلوا ده مطلع أغنية سمعتها فى احدى محطات الإذاعة المصرية!، وتتساءل: أين لجان الاستماع بالإذاعة ؟، الله يرحمه عبد الحليم حافظ داخ قبل ان تقبله لجنة الاستماع ويسمح له بالغناء فى الإذاعة، وكان يغنى صافينى مرة!، ثم نتساءل ما الذى حدث للمصريين أو كيف ضعفت وترهلت قوة مصر الناعمة!».
لقد كتبت منذ أيام عن ضياع القيم والاخلاق، وضربت أمثالاً تفضح المجتمع، واقترحت إنشاء لجنة عليا او مجلس أعلى او هيئة قومية تهتم بمواجهة كل خروج عن القيم والاخلاق المصرية الاصيلة، أصبحنا فى حاجة لمثل هذا الكيان، بعد أن انتشر الفحش، والفجور والجريمة بأشكال غريبة، وعملا بالمبدأ العظيم ( إنما الامم الاخلاق ما بقيت، فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا )، يعنى المجتمعات تعيش بأخلاقها وقيمها وأعرافها، وحتى تقاليدها وان كانت غريبة على آخرين، ونحن أمة الاخلاق والقيم نفرط بسهولة فى قيم وأعراف وتقاليد كانت هى سماتنا الأبدية، مثل الشهامة المصرية الاصيلة، والكرم، والذوق، والادب والثقافة الرفيعة.
كان لدينا أكبر قوة ناعمة فى العالم، فى الفنون والثقافة والادب والاخلاق، والرياضة، والعلم، والاقتصاد، أين راحت، اين اختفت ؟!، أصبحنا فى ذيل الامم، بعد ان كانت لنا هوية وشخصية معلومة للجميع. القوة الناعمة تدعم الدبلوماسية وسند رئيسى للقوات المسلحة، نحتاج وبشدة لاسترجاعها، واعادة احيائها، ربما تنجح فى ذلك الكيان الذى طرحته فى يومياتى بالاخبار، والذى أؤكد عليه هنا، ليست المسألة أذواقا شبابية جديدة اذا ارتبط الشىء بالقيم والاخلاق، فالشباب نربيه فى البيوت والمدارس والجامعات ومراكز الشباب، وفى المسرح والسينما والشارع، فى هيئات الثقافة، وفى اماكن العبادة والعمل، الاجيال نتاج تربية شاملة بالمجتمع.
أرجو ان نفيق ونعيد اصلاح قوة مصر الناعمة القائمة على الاخلاق والقيم والأعراف المصرية الاصيلة. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
دعاء: ربى لا تذرنى فردا، وانت خير الوارثين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة