حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى


يوميات الأخبار

إنها الحرب الإعلامية

بوابة أخبار اليوم

السبت، 02 نوفمبر 2019 - 07:37 م

حمدى الكنيسى

«دعواتكم يا عشاق الكرة الجميلة لنجمنا صلاح الذى يرفع رأسنا فى سماء أوروبا الكروية».

تأكيدا جديدا للأهمية المتصاعدة لدور الإعلام وخطورته قال الرئيس السيسى بالحرف الواحد: إن ما يحدث الآن  هو «الحرب الاعلامية» وأقول أنا إنها أشرس وأخطر من أية حرب عسكرية بالصورة التى سجلتها صفحات التاريخ، ذلك لأن ما وفرته التكنولوجيا الحديثة للإعلام بمختلف أشكاله ووسائله جعلته يحقق ما تعجز عنه الدبابات والصواريخ والقاذفات والمدمرات والغواصات، حتى صارت قصص ونتائج وأبعاد حرب الجيل الرابع ثم حرب الجيل الخامس بمثابة الناقوس المدوى الذى يدق بعنف فى أسماعنا وعقولنا وقلوبنا خاصة عندما نرى الدول التى تستهدفها هذه الحروب وقد تصدع استقرارها، وانزلقت إلى الانهيار والتمزق دون مواجهة مباشرة مع من يخططون ويدبرون حيث يتحمل المسئولية الرهيبة المباشرة للأسف من ينتمون إلى تلك الدول من المأجورين والمغيبين والمضللين.
والواضح لكل ذى عينين انه كلما حققت مصر جديدا فى مجال الاصلاح الاقتصادى والمشروعات الكبرى التى تفتح الطريق للتنمية الشاملة المستديمة، ثم ممارسة دورها المحورى البارز الذى استعادته فى المؤتمرات والقمم الدولية، زاد حقد وتحرك مخططى ومدبرى ومنفذى تلك الحرب الإعلامية المستميتة، مما يلقى بالمسئولية المضاعفة على إعلامنا القومى والخاص. فماذا نحن فاعلون؟ إن الوسائل الإعلامية المختلفة فى أيدينا وما يتحقق من الإنجازات والمبادرات واضح ومتاح أمامنا، ونحن نعرف أسلوب المواجهة بكشف وفضح أكاذيب وادعاءات وإشاعات إعلام الفتنة المسعور المنطلق من الدوحة واسطنبول. أو من مواقع التواصل المريبة، ومن ثم تسهل المواجهة خاصة مع التركيز على توعية المواطنين الذين نجحوا -بفضل الإعلام الوطني- فى إجهاض الحكم الفاشى الإخوانى.
إنها -إذن- «الحرب الاعلامية» ونحن لها بعون الله وبمزيد من الفكر والجهد المكثف.
 «نعمة» نحمد الله عليها
ما رأيكم -دام فضلكم- فيما تتعرض له وتعانى منه حاليا دول شقيقة مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال ولبنان حيث تتعرض كل منها لمأساة الصراعات الطائفية والمذهبية والحزبية والشخصية كما فجرتها وأشعلتها مخططات إقليمية ودولية معروفة للكافة، لا تكاد تخفى أهدافها المتمثلة فى تمزيق وتفتيت دول بعينها كما ينطوى عليه مخطط الشرق الأوسط الجديد، ومنهج الفوضى الخلاقة وحقيقتها «الفوضى المدمرة». ومن البديهى أن الأعداء واضعى ومدبرى هذه المخططات اعتمدوا فيها على استقطاب ضعاف النفوس وهواة أية مناصب ومكاسب ولو على جثة الوطن رافعين شعار «المعارضة»: مسلحة كانت أو معنوية، وقد تم استقطابهم من خلال حرب الجيل الرابع والخامس بوسائلها الإعلامية التقليدية والاليكترونية الإنترنتية إلى جانب طبعا الاتصالات السرية وحتى العلنية معهم.
ونحن نلاحظ ونتابع ونراقب تطورات المآسى التى تعيشها هذه الدول ويعتصرنا الأسى والحزن على النتائج الدموية والتدميرية، بينما نحمد الله عز وجل على نعمة الأمن التى نحظى بها.. ونتشبث بها، كما نحمد لشعبنا العريق وجيشنا العظيم التحرك الواعى العميق الذى أخمد وأجهض مخطط التمزيق بثورة ٣٠ يونيه والانطلاق العظيم فى معركتى التعمير والبناء.
لغة الأرقام بين البهجة، والإزعاج
تقول لغة الأرقام إن منها ما يبهج، ومنها ما يزعج، ومنها ما يثير التساؤل وأمثلة ذلك كثيرة أتوقف أمام بعضها كالتالى:
أولا: أرقام مبهجة:
١- وصل معدل النمو إلى «٥٫٦٪» بعد أن كان ٢٪ وسيصل إلى ٥٫٩٪ فى العام القادم تأكيدا لأنه أفضل معدل فى تاريخ مصر.
٢- الاحتياطى النقدى الأجنبى وصل فى سبتمبر ٢٠١٩ إلى «٤٥ مليار دولار و١٢٠ مليون علما» بأنه لم يتجاوز «١٣٫٤ مليار دولار فى مارس ٢٠١٣»
٣- تدفقات النقد الأجنبى بلغت «٧٨ مليار دولار» مقارنة بنحو «٦١ مليار دولار»  فى ٢٠٠٨.
٤- انخفضت الواردات بنسبة ١٣٪ بينما ارتفعت الصادرات بنسبة ٥٪ «١٩٫٢ مليار دولار».
٥- «٣٥٧» منطقة ودعت حياة العشوائيات الخطيرة بتكلفة بلغت «٣١ مليار جنيه».
هذه الأرقام مؤكدة وموثقة وفقا لما أعلنه «د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء» وأوضحته بالتفصيل «الدكتورة هالة السعيد» وزيرة التخطيط والمتابعة والاصلاح الادارى.
ثانيا» أرقام مزعجة:
١- المتوقع أن يصل عدد السكان إلى «١٣٢٫٢ مليون نسمة» فى عام ٢٠٣٠ إذا ظل معدل الزيادة الحالى وهو «٢٫٥٦٪» مما يؤدى إلى عرقلة جهود التنمية كما يحرم المواطن من الشعور بالتحسن الحقيقى فى مستوى معيشته.
٢- يتعرض «٩٣٪» من الأطفال للعنف، وتصل نسبة ختان الإناث إلى «٦١٪» هذا ما أعلنه منزعجا» «خالد درويش مستشار المجلس القومى للطفولة والأمومة»
٣- «الاسكندرية» الجميلة التاريخية مهددة بالغرق وأن تمحى من الوجود فى عام ٢٠٥٠ كما تقول أحدث دراسة علمية دولية وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.
وإذا كانت الحكومة قد اعتمدت «١٫٨» مليار جنيه لحماية الاسكندرية ومطروح والدلتا لمواجهة التغيرات المناخية فإن ذلك يرتبط بسرعة ودقة التنفيذ فى إطار دراسة متكاملة لحماية الشواطيء من العريش إلى السلوم، وربما تتضح أهمية زيادة أو مضاعفة المبلغ المعتمد لذلك.
ثالثا: أرقام تثير التساؤل: انخفاض سعر الدولار من «٢٠ جنيها» فى نوفمبر ٢٠١٦ إلى «١٦ جنيها» حاليا بقدر ما يثير البهجة بقدر ما يثير التساؤل: لماذا لا يؤدى ذلك إلى خفض سعر السلع المستوردة أسوة بما حدث نسبيا فى أسعار اللحوم والدواجن والخضراوات، ومتى تنحفض أسعار وسائل المواصلات بنفس القياس.
بين من ينتظره «السجن» ومن ينتظره «العزل»
من حقنا أن نتابع تطورات موقف رئيس وزراء إسرائيل «بنيامين نتنياهو» ورئيس أمريكا «دونالد ترامب» خاصة اننا فلسطينيين وعربا سندفع ثمن علاقتهما الوطيدة وما بينهما من تفاهم وتنسيق على حساب القدس والضفة الغربية والجولان السورية.
الأول: «نتنياهو» ينتظره «السجن» إن شاء الله إذا ما نجح منافسه «بينى جانتس» زعيم حزب أزرق - أبيض فى تشكيل الحكومة الجديدة لو حصل على تأييد «٦١ عضوا» فى الكنيست المؤلف من «١٢٠ عضوا»، وقد يساعده فى ذلك تأييد «القائمة العربية المشتركة من فلسطينى ٤٨» وهى القائمة التى أكدت ان موقفها وحضورها بـ ١٣ نائبا اسهما فى وضع حد لهيمنة نتنياهو والليكود على الحكومات المتعاقبة. وهكذا بنجاح «جانتس» كما نتمنى فى تشكيل الحكومة، يكون السجن قد فتح أبوابه وزنزاناته للسيد نتنياهو الذى تلاحقه منذ فترة اتهامات الفساد والرشاوى وكانت تحميه منها حصانته كرئيس الحكومة.
الثانى: «ترامب» يصرخ فعلا من انه يتعرض لأكبر حملة مطاردة سياسية فى التاريخ بعد موافقة ٢٣٢ عضوا فى الكونجرس على التحقيق معه علنيا بتهمة استغلاله كرئيس لصلاحياته من أجل أهداف شخصية حيث كشفت مكالمة هاتفية انه ضغط على رئيس اوكرانيا «زيلينسكى» حتى يقوم بالتحقيق فى شأن خصمه فى الانتخابات الرئاسية القادمة «جو بايدن» وأعمال «ابنه هانتر بايدن» فى اوكرانيا، والهدف طبعا اضعاف فرص منافسه مرشح الحزب الديموقراطى بايدن. وفيما لو تم «عزل» السيد ترامب حتى لو كانت احتمالات ذلك محدودة فإننا نرتاح بشكل أو بآخر من «السجين نتنياهو» و«المعزول ترامب».
هل ينتزعها صلاح من «ميسى» و«رونالدو»؟
دخل نجمنا العالمى محمد صلاح قائمة المرشحين للتتويج بجائزة «جلوب سوكر» لأفضل لاعب فى العالم خلال العام الحالى ٢٠١٩ منافسا للعملاقين «ميسى» و«رونالدو» وغيرهما ممن ضمتهم القائمة، وقد يكون فى صالحه لانتزاع الجائزة انه توج مع ليفربول بدورى أبطال اوروبا، وكأس السوبر الاوروبى إلى جانب حصوله على جائزة هداف الدورى الانجليزى للموسم الثانى على التوالى، كما انه يتألق حاليا بسرعته الفائقة وقدرته على تسجيل الأهداف وسط حصار المدافعين له.
«دعواتكم يا عشاق الكرة الجميلة لنجمنا صلاح الذى يرفع رأسنا فى سماء اوروبا الكروية».
ع الماشى
- هزتنا دموع «محمد رشوان» بطل الجودو العالمى أثناء تكريم اليابان له بمنحه وسام الشمس المشرقة تقديرا لموقفه الاخلاقى منذ ٣٥ عاما عندما رفض استغلال اصابة منافسه بطل اليابان، وضحى بذهبية البطولة. «حتى لو مرت مئات الأعوام ستظل يا رشوان نموذجا رائعا مشرفا لصورة الرياضى المصرى».
- أحببت «حسن نصر الله» وكرهته: أحببته عندما نجح رجاله فى حزب الله بالتصدى القوى لعدوان إسرائيل على جنوب لبنان، وكرهته عندما فقد البوصلة الوطنية وانتقل ولاؤه لملالى ايران فينزلق إلى الاساءة إلى قيادة مصر، ويتم استخدامه فى اليمن وسوريا والعراق، وترتبك تصريحاته فى الأزمة اللبنانية حتى صار هو وحزبه هدفا لمؤامرات إسرائيل وأمريكا وسط ترحيب من كانوا يحبونه سابقا.
- ثمة تشابه بين «أردوغان» و«البغدادى»، ليس فقط للعلاقة المريبة بينهما كما تجلت فى تدعيم أردوغان لزعيم داعش ولكن لما يمكن أن يكون تشابها فى نهايتهما، فالبغدادى انتهت زعامته لداعش وقُتل وضاعت خلافته للدولة الاسلامية الوهمية، وأردوغان يسقط حزبه قريبا، ويضيع منصبه الذى مارسه بكل غرور وغطرسة، وبالتالى تتلاشى خلافته العثمانية الوهمية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة