سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

هذه الصحيفة وهذا الكتاب

سليمان قناوي

الأحد، 03 نوفمبر 2019 - 07:39 م

سعدت بصدور هذا الكتاب الذى يعد تجسيدا لنجاح جريدة «البحر الأحمر» التى شرفت برئاسة تحريرها فى تجربة فريدة من نوعها فقد كانت الجريدة الوحيدة فى العالم التى تصدر بأربع لغات: العربية والروسية والإيطالية والألمانية. وأعتقد أنها الصحيفة الوحيدة التى جمعت بين متناقضين فهى صحيفة إقليمية شديدة المحلية وفى نفس الوقت صحيفة عالمية يقرأها سائحون روس وألمان وإيطاليون. فى جريدة «البحر الحمر» نشر الباحث والمؤرخ النابه أبو الحسن الجمال سلسلة مقالات بعنوان «حكايات أهلنا» ضمها هذا الكتاب الذى صدر عن سلسلة «حكاية مصر» التى تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر، فى 300 صفحة من القطع الوسط، بعنوان «أهلنا فى محافظة البحر الاحمر». وأتجاوز هنا عن حديث المؤلف فى القسم الأول من صفحات الكتاب عن الجغرافيا والحجر لأتحدث عما تناوله عن التاريخ والبشر وخاصة التاريخ الحديث للمحافظة. فالمؤلف لا ينسى فى كتابه كل من عمر وأنمى هذه المحافظة الساحلية (تمتد شواطئها لأكثر من 1080 كيلومترا) يتقدمهم الفريق يوسف عفيفى وكان قائدا من طراز فريد شهد الحروب التى خاضتها مصر كلها منذ تخرجه فى الكلية الحربية عام 1948 ويذكر المؤلف له دوره العظيم فى تنمية محافظة البحر الأحمر عندما تولى منصب المحافظ عام 1981، وكانت الغردقة وقتها أشبه بأحد نجوع صعيد مصر فعمل على تنميتها سياحيا فى خطة طويلة المدى أتت أكلها بعد بضع سنين، فكل ما تعيشه الغردقة ومدن البحر الأحمر من نهضة سياحية الآن يرجع الفضل فيه إلى الفريق يوسف عفيفى.
ثم تحدث المؤلف عن المحافظ حسن كامل محمد والذى استشهد فى موقعة الزعفرانة المؤسفة عام 1969 ضد العدو الصهيونى، ويثنى أيضا على دور د.سيد كريم الخبير العالمى فى تخطيط المدن والذى تبرع بتخطيط مدينة الغردقة دون مقابل.. وكذلك الدكتور حامد جوهر مؤسس معهد الأحياء المائية بالغردقة، كما تناول سيرة العارف بالله سيدى أبى الحسن الشاذلى عبر كتابات مؤرخ البحر الأحمر كمال الدين حسين همام والذى ألف سفراً نفيساً عنه. ثم عرج إلى دور الشيخ الشعراوى فى تنمية البحر الأحمر حيث أقنع بعض رجال الأعمال العرب بإنشاء محطة لتحلية المياه بالغردقة. هى رحلة أحد الباحثين الثقاة الذى عشق هذه المحافظة، فظهر هذا العشق بين دفتى الكتاب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة