أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

للموت حرمة

أسامة شلش

الأحد، 03 نوفمبر 2019 - 07:41 م

 

صحيح الأعمار بيد الله ولكل أجل كتاب كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى ولكن إذا كانت الحياة والانسان لا قيمة لهما فى حساباتنا فتلك مصيبة كبرى، هذا هو ما حدث معنا خلال الاختبار الربانى الذى شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية. أصبحت الأمطار شيئا غير متوقع خاصة فى كمياتها وإن كانت مواعيدها فى أغلب الاحوال محسوبة ودقيقة خاصة مع أهالينا فى السواحل الشمالية ولكن ما حدث للامانة كان فوق التصور والحق لله إن ذلك حدث بأقل الخسائر وإن كان هناك ضحايا سقطوا ندعو الله لهم بالرحمة والجنة فهم فى مرتبة الشهداء. ما يحزننى هو التعامل المخزى فى صورة نقلها التليفزيون لفتاة كانت فى طريقها لدرسها الخصوصى وأثناء عبورها الشارع فى ظل الأمطار الكبيرة لمست دون قصد عامود إنارة، اسلاكه خارجة من داخله تفاعلت مع الماء المنهمر فكانت الكارثة التى أودت بحياة طفلة فى عمر الزهور يا حسرة أهلها عليها أما الصورة التى لم أتمالك معها دموعى فكانت للفتاة الغارقة فى المياه بعد أن لقت حتفها المقدور ورجال من عمال الطرق ينتشلونها بلودر كبير «أسنانه» تقترب من جسدها لمحاولة رفعها فى عنف حتى تمكن منها بعد محاولات يا ترى كم نالت من الجسد النحيل الهالك منتهى الهمجية فى التعامل مع  أن أبسط ما يمكن أن نفعله أن تقطع التيار الكهربائى عن المنطقة ثم فى اجلال يتماش مع هول الموقف نخرج جسد الشهيدة الصغيرة. أى اجرام هذا الذى تم تحت سمع وبصر مسئولى المحليات وهم يتفرجون، أين حرمة الموت أين المسئولية أيها المجرمون.
ترى ماذا سيكون عقاب المهملين من مسئولى الأحياء الذين تتفق مسئوليتهم حول عدم قيامهم بواجباتهم فى اعداد الشوارع لاستقبال مياه الامطار أليس هؤلاء هم من صدعوا اذاننا خلال الاعوام  السابقة بانتهاء انشاء شبكة صرف الامطار والتى صرف عليها الملايين من قوت هذا الشعب الغلبان للاسف كشف زيفهم شوية مطر وأكدت أنهم بلا ضمير ويصل اجرامهم لحد الجريمة الكاملة الاركان وكأنهم تعمدوا القيام بها. هؤلاء المجرمون هم السبب فيما تعرضت له كل المحافظات الشمالية والقاهرة من كوارث وهم السبب فى فقدان أكثر من ١٦ شخصا لارواحهم البريئة بسبب سلوك أعمدة الكهرباء الخارجة فى بطونها والتى اغتالت الضحايا وهى تبكى لأنها ضحية أناس بلا رحمة تركوها مع أن أبسط قواعد الامان أن يقوموا بعد كل صيانة أو اصلاح بإعادتها لمكانها الطبيعى وغلق أبوابها بطريقة آمنة حتى لا تصبح مصيدة للعابرين.
نتمنى أن نجد واحدا من هؤلاء المهملين يعاقب كما تعاقب الصين أمثالهم بدفع حياتهم ثمنا لاهمالهم لو فعلنا ذلك مرة واحدة لن نجد مهملا واحدا ويستقيم الكون ما شاهدته بعد تلك الكارثة والامطار هو أن عمال الصرف فى عدد من الشوارع تركوا أغطية البالوعات بعد أن فتحت لتصريف الماء مفتوحة والله أعلم ماذا حدث وهل هناك من ضحايا آخرين سقطوا فيها أم لا؟
مصيبتنا أننا نقيم الدنيا ولا نقعدها مع كل بلوة أو مصيبة تحل بنا وهناك من المصائب الكبرى التى مرت بنا كانت كفيلة بأن تعيد الصيانة من جديد ولكن ذلك لم يحدث، فورا ننسى وتعود الحياة للدوران وريما لعادتها القديمة.
مرة واحدة جربوا اضربوا بيد من حديد لا يكفى أن يقدم المهمل للمحاكمة ثم يكون العقاب الخصم فى المرتب أو لفت النظر أو وقف الترقية كل ذلك لا يحل ولا يربط العقاب يجب أن يساوى الفعل تماما كما فى نصوص القرآن الكريم العين بالعين والسن بالسن أما الطبطبة فلا علاج معها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة