رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

أوجاع الصحفيين

رفعت رشاد

الأحد، 03 نوفمبر 2019 - 07:44 م

 

بعد فتح الباب لإصدار صحف خاصة وجد الشباب من عشاق مهنة صاحبة الجلالة فى هذه الصحف الفرصة للانضمام لقافلة الباحثين عن الحقيقة وحملة الأقلام. وكما تلقف الشباب الفرصة، تلقفها أيضا أصحاب رأس المال الذين وجدوا فى هذه الصحف الفرصة للاستثمار فى مجال التوزيع وجلب الإعلانات كما رآها آخرون وسيلة فعالة لتحقيق النفوذ السياسى والمالى. فى بداية عهد هذه الصحف تلاقت أهداف الطرفين من ملاك الصحف ومن الراغبين فى العمل كصحفيين فوجدنا فى سوق الصحافة حراكا إيجابيا ساهم فى فتح الباب أمام الرأى الآخر كما أفردت مساحات فى هذه الصحف أظهرت وجود نوع آخر من الكتاب الذين أطلقوا العنان لحرية الرأى.
بمرور الوقت ولأسباب عديدة لم تعد الصحف تحقق ما يضمن لها الاستمرار والنمو فى الوقت الذى زاد فيه عدد الصحفيين العاملين بها وكانت الجامعات الخاصة والإقليمية فتحت الباب بدون دراسة لإنشاء أقسام للصحافة والإعلام مما أغرق السوق بأعداد كبيرة من خريجى هذا التخصص بدون أن يكون لهم مكان فى وسائل الإعلام.
أزمة الصحافة دفعت ملاك الصحف إلى تقليص نفقاتهم إلى أقصى حد وفى نفس الوقت التخلص من أعداد كبيرة من الصحفيين وانتشرت ظاهرة فصل الصحفيين من صحف خاصة بصورة غير مسبوقة. مارست الصحف الخاصة لعبة دنيئة مع الصحفيين، تجبر كل من يرغب فى التعيين على أن يكتب استقالة فى نفس الوقت الذى يوقع فيه قرار تعيينه بحيث يمكن للصحيفة أن تفصله فى أى وقت وبدون أن يدرى وانتشرت هذه المهزلة وصار صاحب رأس المال يتحكم فى الصحفيين تحكم الأسياد فى العبيد، فالصحفى لا يملك من أمره شيئا، فهو لا يمكنه أن يكتب إلا ما يباركه صاحب رأس المال كما أنه لا يستطيع إبداء رأى يخالف فيه المالك وإلا فمصيره الفصل والطرد الفورى.
كم من صحفيين اكتشفوا أنهم مفصولون بعد مدة من فصلهم! بل تشترط الصحف الخاصة على الصحفيين الراغبين فى التعيين أن يقبلوا التعيين بدون مرتب مقابل أن تقدم أوراقهم للنقابة وهم يقبلون لكى يحصلوا على البدل الصحفى. لم يكتف الرأسماليون بما يفعلون إنما يقطع بعضهم اشتراك الزملاء فى المعاشات ولا يكتشف الزميل ذلك إلا بعد سنوات يكون خلالها قد ضاع عليه العديد من المزايا ولو أراد التعويض لدى التأمينات عليه أن يسدد هو المبالغ المتراكمة عليه، أى أن الرأسماليين لا يستغلون الصحفيين فحسب بل يسرقونهم أيضا نهارا جهارا.
هذا الوضع جعل الصحفيين فى الصحف الخاصة وبعض الصحف الحزبية بين فكى كماشة فهم يقبلون بالشروط المجحفة التى يضعها صاحب الجريدة لأن الجريدة لو لم ترسل اسمه لما حصل على البدل وهكذا صار البدل الذى تتحمله الدولة أداة ضغط على الزملاء، أى أن أصحاب الصحف الخاصة يستغلون الصحفيين ويستغلون الدولة ويستغلون النقابة لتعظيم أموالهم ولا يوجد من يحمى صحفيين شرفاء كل همومهم تتركز فى الحصول على فرصة عمل فى عالم الصحافة وتدبير لقمة العيش.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة