الإثنين، 04 نوفمبر 2019 - 06:16 م

يخرج كل يوم من مدرسته، ليلحق بعمله سائقًا على «توك توك» ليوفر قوت يومه هو وأسرته التي يقوم بالإنفاق عليها، فما يحققه من أموال قليلة تعني له الأمل بأن يعيش للغد ويعين أسرته ويحميها من ضيق ذات اليد والحاجة، لذلك لم يرفض عرض توصيله من مركز أبوتيج إلى مدينة أسيوط مقابل هذا المبلغ، ولكن ليس هذه هي الرحلة فقط فور وصوله إلى مدينة أسيوط سلمه لشخصين كانا بانتظاره ليسدرجه إلى قرية أبعد من المدينة ٧ كيلو تقريباً ليقتلوه ويسرقوا "التوك توك".

بدأت القصة على ناصية شارع أسيوط ـ سوهاج الزراعي عندما استوقف شاب صبي يعمل على "توتوك" يبدو أنه مازال تلميذا وطلب منه توصيله حتى مدينة أسيوط مقابل ١٠٠ جنيه، كان المبلغ مغري للتلميذ وفي نفس الوقت المغامرة شيء يحبه فلم يجرب قبل ذلك قطع مثل هذه المسافة  بتوكتوك وكانت المغامرة شيء لابد منه، في حين أن الراكب كان وراء فكرته أغراض إجرامية.

وقطع المسافة إلى مدينة أسيوط وأمام ميدان أسماء الله الحسنى، كانا في انتظاره شخصين طلبا من التلميذ سائق التوك توك توصيلهما لقرية مجاورة مقابل ٣٠ جنيه أخري لم يتردد التلميذ الذي لم يتعلم من الدنيا كثيراً، واقتادوه عبر طريق فرعي بحجة أنه الأقرب والأبعد عن الأكمنة التي ممكن أن يطلب منه فيها رخص «التوك توك» وظل يسير طويلاً ما أن وصل إلى منطقة زراعية هادئة حتى وضع أحد الركاب عصابة على عينيه «شال» وطالبوه بالتوقف.

أوقف محرك التوك توك وهدئ كل شيء حولهم كأن الحياة توقفت في لحظة، قام خلالها المستدرجون التلميذ بالنزول والترجل من «التوك توك» وفور نزوله كالوا له ٧ طعنات بمطواه فوق القلب حتى أنه وقع مكانه جثة هامدة، وركب الجناة التوكتوك وفروا هاربين وفي لحظات راح التلميذ في غيبوبة وبعد لحظات استفاق على صوت «توك توك» فطلب منه التوقف ودمائه تنزف وطلب منه الاتصال بالإسعاف.

تلقى مدير أمن أسيوط اللواء أسعد الذكير بلاغاً مستشفى أسيوط الجامعي بوصول "م. أ. خ"  طالب بالصف الثاني الثانوي الصناعي ومقيم أبوتيج يعمل سائق "توك توك"مصاب ٧ طعنات ٢ بالجانب الأيمن، أسفل منتصف الظهر، و٣ أسفل الصدر من الناحية اليسرى، و٢منتصف الصدر من الأمام يشتبه في نفاذهما.

بالانتقال والفحص وسؤاله قرر انه عقب توصيل أحد الأشخاص غير معلوم لديه من بندر أبوتيج إلي ميدان أسماء الله الحسني قسم ثان أسيوط، وأثناء نزوله طلب منه توصيل شخصان لقرية منقباد أسيوط، وأثناء سيرهم خلف مصنع السماد، فوجئ بقيام أحدهما بوضع شال على وجهه والأخر تعدي عليه بالضرب بسلاح أبيض مطواة محدثاً إصابته واستوليا على التوك توك وفرا هاربان.

على الفور تشكل فريق بحث برئاسة اللواء دكتور منتصر عويضة مدير إدارة البحث الجنائى بأسيوط، وبرئاسة العميد أحمد الراوي رئيس مباحث مديرية الأمن، وضم فريق من وحدات مباحث مركزي أبوتيج وأسيوط، وبتعقب الهاتف المسروق من المجني عليه تبين وجود تشكيل عصابى تخصص في سرقة الدرجات النارية ومركبات "التوك توك". 

وتمكنت حملة داهمت وكرهم من ضبط ٦ متهمين و٣ مركبات وكشف الضبط هروب ثلاثة منهم للقاهرة جارى ضبطهم وتعرف عليهم المجني عليه وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وجار العرض على النيابة العامة لتباشر التحقيقات.