محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

الفشل .. والفساد

محمد بركات

الإثنين، 04 نوفمبر 2019 - 07:41 م

 

فى نظرة متأملة للحالة السائدة فى عالمنا العربى الآن، نجد أن الجماهير العربية فى لبنان والعراق، ومن قبلهم فى الجزائر والسودان، وجدوا أنفسهم مدفوعين للخروج إلى  الشوارع والميادين فى إعلان جمعى  يرفض الواقع ويطالب بالتغيير.
وخروج الجماهير المطالبة بالتغيير جاء بعد أن أضناهم طول الانتظار والترقب، على أمل أن تنقشع الغيامات وتنزاح أو تخف غمة المعاناة الحياتية القاسية، التى تمسك بتلابيبهم فى ظل الواقع الآسن، الذى أحاط بهم على المستويين السياسى والاقتصادى، وأثر بالسلب على واقعهم الاجتماعى.
كان الأمل ولايزال لدى  هذه الجماهير، أن تدرك النخبة السياسية الحاكمة والمسيطرة على مقاليد الامور، والقابضة على مفاتيح الصعود والهبوط على درجات السلم الاجتماعى، أن زمانها قد ولى وفات بعد أن شاخت فى مناصبها وفقدت مبررات استمرارها وبقائها فى السلطة، وإنها يجب أن ترحل باختيارها بدلا من أن تجبر على الرحيل.
وكان الفشل فى إدارة شئون الدول من جانب النخب المسيطرة على مقاليد السلطة والحكم لسنوات طويلة فى هذه الدول، هو السبب الظاهر وراء التحرك الجمعى للجماهير، خاصة بعد أن تسبب هذا الفشل فى التدهور الاقتصادى الشديد فى كل هذه البلاد، رغم اختلاف ظروفها وثرواتها ومواردها،..، وهو ما أدى إلى  زيادة قدر المعاناة لدى الجماهير فى ظل عجزهم عن الوفاء باحتياجاتهم الاساسية.
كما كان الفساد المتفشى بين هذه النخب الحاكمة، هو القاسم المشترك الأعظم وراء تحرك الجماهير فى كل هذه الدول،..، وهو الدافع الرئيسى لطلب التغيير والاصرار عليه،...، ولعل الشعارات المرفوعة فى  الشارع اللبنانى دليل واضح على  الرغبة الشعبية العارمة للخلاص من كل النخبة التى وصلت بالبلاد إلى ما وصلت إليه،...، وهو ما تبلور فى تعبير «كلن يعنى كلن».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة