محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الإمام والمذيعة.. بين الخطأ والخطيئة

محمد البهنساوي

الإثنين، 04 نوفمبر 2019 - 07:44 م

ليومنا هذا أستمع وأستمتع بخواطر الشيخ الشعراوى كلما استطعت قراءتها أو متابعتها براديو السيارة.. ولا أستطيع تجاوز قناة تذيع حديثا للشيخ دون التوقف عنده متابعا بنهم.. وأحث أبنائى على متابعته لأنى أعتبره مجدد ديننا الحنيف فى العقود الماضية.. ويكفى تجمع الأسرة المصرية حول دروسه وخواطره السهلة المبسطة.. وإنه نال احترام وتقدير المصريين بل والعرب بمختلف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الدينية.
وللشيخ الجليل بصمة ستظل خالدة فى ذاكرة العرب والمسلمين.. فعباراته وتركيباته اللغوية لازالت حاضرة تهديهم سبيل الرشاد إذا ضاقت عليهم الدنيا أو التبس عليهم الدين.. كلمات تريح القلوب وتهدى العقول.. تعبر عن وسطية ديننا الحنيف وسماحته.. ولكم هدت أحاديث الإمام عقولا ضالة.. وأنارت عقيدة حاولوا إظلامها.. وواجهت تطرفا حاول ولازال أن يخنق علينا سعة ديننا.. ويطفئ نور دنيانا.. ولن أنسى كلماته عن مصر فى بيان علماء المسلمين لمواجهة الحملات التكفيرية العنيفة ضد مصر وشعبها وحكومتها.. وهى الكلمات التى لازالت تتداول حتى الآن.. وغيرها من الكلمات التى ستظل حية وعبرة وكأن صاحبها استشرف الغيب وتنبأ بما يحمله المستقبل.. وهل نسينا عذب كلماته وواقعيتها عن «الثائر الحق».
من هنا أعتبر أن المذيعة أسماء شريف منير أخطأت خطأ كبيرا فى وصفها للإمام بالتطرف.. أخطأت بإطلاق لفظ يجرح مشاعر الملايين من محبى الإمام.. وأخطأت فى عدم تقدير رمزية الرجل وأنها لم تتحر الدقة وهى الإعلامية الناشئة بتتبع تراث الإمام قبل إطلاق هذا الوصف.
إن حبى وتقديرى للشيخ لا يقبل التشكيك.. لكن أرى أن ما قالته أسماء وبكل ما يحمل لا يغادر دائرة الخطأ القابل للرد والتسامح والعفو الفورى.. ولم يقترب مطلقا من حدود الخطيئة التى لا تغتفر وتستدعى تدمير فتاة بمقتبل العمر وإنشاء المحاكم الغيبية لها وإصدار الأحكام الدينية والدنيوية.. إن هذا هو التطرف بعينه وربما كان عين الخطيئة.. فهل كان الإمام بحاجة لهذا الدفاع المتجاوز.. وهل أدرك المتبارون للدفاع عنه عظم ذنب رمى المحصنات عند الله سبحانه.. وهل تابعوا حديث الشعراوى نفسه عن حرمة الخوض فى الأعراض والتشكيك فى عقيدة من نختلف معهم.. وهل استوعب هؤلاء عظمة الخالق سبحانه الذى ( يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ).. أسماء اعتذرت عن خطئها اعتذارا حتى ولو خالف قناعتها لكنه كاف لمسامحتها وإغلاق محاكم نمارس فيها كل أنواع الخروج عن تعاليم الدين.. وماذا سيفعل هؤلاء بعد أن قال والدها أنه يشكوهم إلى الله عز وجل.. ماذا سيقولون للحكم العدل عندما نقف جميعا بين يديه ننتظر عفوه وصفحه بما فينا الشعراوى وأسماء ووالدها.
إن عشقى للشيخ الشعراوى كبير.. لكنى أدرك أنه لاعصمة إلا لنبينا المعصوم.. وكل من دونه جميعا بشر كلامهم يؤخذ منه ويرد عليه.. ورغم تعلمى من دروس الشيخ الكثير لكننى أتوقف عند القليل من كلامه ولا آخذ بقدر منه مؤمنا أن هذا حق لا يمس دينى وعقيدتى ولا ينال من حبى وتقديرى للإمام.. فلنتحل بالحكمة ولا نغير خطأ بخطايا تسمم علينا ديننا ودنيانا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة