الثلاثاء، 05 نوفمبر 2019 - 06:17 م

لسنوات طويلة كانت هناك حالة خصام بين مؤسسات الثقافة والاعلام الرسمى. وكانت النتيجة ضياع أمل الابداع الفنى دون تسجيله، وحرمان المصريين من المشاهدين والمستمعين من متابعة هذا الانتاج المميز من المسرحيات والحفلات الموسيقية والغنائية الراقية.. وفى نفس الوقت بقاء التليفزيون الرسمى أسير القديم الذى مازال فى مكتبته التى سرق منها الكثير فى جريمة شنعاء لم يحاسب عليها أحد حتى الآن!!
كل الظروف الآن تحتم انهاء هذا الخصام. الدولة يجب أن تحشد كل أسلحتها فى المعركة الصعبة التى تخوضها مصر ضد التطرف والقبح ومن أجل خلق مناخ تسوده قيم الجمال والمحبة وحب الحياة والعمل الذى يبنى ولايهدم. وفى هذه المعركة لابد أن تكون الثقافة والفنون فى المقدمة، ولابد أن تتواصل الجهود وتتكامل من اجل أن نصل بالفن الراقى والثقافة الرفيعة الى كل مواطن.
أكتب وهناك الآن عرس فنى جميل مع مهرجان الموسيقى العربية. اجمل الاصوات المصرية والعربية تتسابق للمشاركة، والمقاعد كلها محجوزة مقدما رغم الارتفاع النسبى للأسعار. هذا العرس يكتمل حين يتاح للجميع من خلال بث الحفلات مباشرة على القنوات الأرضية للتليفزيون الرسمى.
وأيا كانت الظروف فالعملية ممكنة اقتصاديا، وحتى لو كان الأمر بخلاف ذلك، فإن اتاحة هذه المتعة الفنية للمواطنين امر يستحق، خاصة فى مثل هذه الظروف التى يفتقد فيها المواطن الكثير مما كانت تتيحه  له قصور الثقافة فى الأقاليم، ومعها مسرح المدرسة والجامعة، وبعد أن أصبح البديل هو «حمو بيكا» وشركاه!!
ويبقى الأهم.. أن يدرك الجميع أن نشر الجمال هو جزء أساسى فى معركتنا ضد القبح الذى يصل غايته مع الارهاب. وأن يستوعب الكل أننا نكون أقدر على مواجهة الخطر بثقافة تنتصر للحياة، وفنون تنشر عطرها فى الكون فتطرد خفافيش الظلام.