حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

الشهيد باسم فكرى

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 05 نوفمبر 2019 - 06:26 م

 

وأطفاله يمشون وراء النعش مفحومين من العياط، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، ودّع مئات من أهالى محافظة قنا وقراها يوم الجمعة الحزين، الشهيد باسم فكرى، رئيس مباحث « قوص»، الذى استشهد خلال مطاردته لعناصر إجرامية فى مركز «قفط»، جنوب المحافظة، ولكن لا ذكر ولا نعى على وسائل التواصل الاجتماعى ولا دعاء بالرحمة، فعلا شهداء الواجب لا بواكى لهم.
ونحن عنهم لاهون بحديث الإفك، ويحتسب المرجفون الإرهابيين شهداء، من يطلع على سيرة باسم وصورته الباسمة ينفطر قلبه على شاب زى الورد قضى فى حب الوطن، عجبًا لو إرهابى لقى مصرعه لاحتلت صورته الصفحات موصوفة بالصفات والنعوت، ولغرد المغردون على مصرعه تغريد المعددين، ولا حررت شهادات الشهادة فى إثره، ولا خف المعزون اللامعون إلى سرادقه الإلكترونى، ولاحتفت بمصرعه القنوات الإرهابية فى إسطنبول.
القصة وما فيها أن الشهادة أصبحت على الهوى، والشهادة موصوفة للأهل والعشيرة، والتغريدة للأقربين، والتويتة للمحسوبين، أما ضابط المباحث البطل لا بواكى له، لا حزب يشيعه، ولاجماعة تنعيه، ولا شلة ترسمه شهيداً، ولا نخبة مخاتلة تتجمل حضورا فى سرادق العزاء، وتسود الصفحات لإثبات وجود، وتغرد لتضيف أرصدة وهمية فى حسابات سياسية موهومة.
إذن نحن أولاد الفلاحين أولى بشهدائنا، نكرمهم، ونؤطر سيرتهم العطرة، لا نريد من المرجفين جزاء ولا شكورا ولا تغريدة ولا تتويتة، ولا حتى كف عزاء، هو الواجب محتاج تذكير، لن يضيفوا كثيرا إذا حضروا، ولن تنقص جنازته من عدم حضورهم، ولا شهادته من شهاداتهم الممسوسة بالغرض، والغرض مرض.
نجوم العزاءات مدعوون فقط فى الأحزان تحت الأضواء، أمام العدسات، مالهم بسقوط شهيد فى مطاردة أمنية، لو سقط أحدهم فى ميدان الفوضى، لقلبت الدنيا رأسًا على عقب، وطارت صورته ودمه سايح على الأرض إلى فضائيات العالم، ولتشكلت جماعات، واستنفرت منظمات، وصدرت بيانات، ولأضافوا توابلهم الحارة على دماء الشهيد، ولنبح عليها طويلا عقورون فى قنوات رابعة التركية.
نعم شهداء الجيش والشرطة لا بواكى لهم سوى من اكتتوا بنار فراقهم، كل يوم يرسم من الجيش والشرطة أبطال، نحتسبهم شهداء، ونقف معتبرين موحدين عندما تمر مواكب التشييع، ونعاود الحياة موقنين بأن الله ينظر إليهم ويفسح لهم فى جنانه، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة