الثلاثاء، 05 نوفمبر 2019 - 07:17 م

في أخميم تبدو الحرف مغلفة بطابع روحاني من الطراز الرفيع، فحرفة النسيج اليدوي والحرير الطبيعي في تلك المدينة السوهاجية منذ عهد الفراعنة وهي تحتفظ بمكانة دينية خاصة.

مرت مئات السنين ثم أصبح رجال الدين المسيحي في أمريكا يرسلون في جلب حرير طبيعي وكتان من أخميم لتكون زيا رسميا لهم.

وكانت خيوط كسوة الكعبة المشرفة تجلب من المدينة نفسها  حتى أصبحت البلدة القديمة منها واحدة من أهم المراكز التجارية العالمية.

احتفظت هذه المدينة الواقعة في سوهاج بأكثر من 4 آلاف نول يدوي يعمل بها أكثر  من 10 آلاف نساج، وبمرور الزمن تراجعت الحرفة التراثية حتى بلغ عدد العاملين فيها لا يتعدون أصابع اليد.

وأمام ذلك سارعت سوهاج إلى إنشاء قرية النساجون بحي الكوثر على بعد 7 كيلومترات من أخميم في عام 1993 تتضمن 150 بيتا توزع على النساجين والبيت مكون من طابق واحد عبارة عن غرفتين وصالة يضع فيها النساج النول اليدوي؛ بل وتم دعم الحرفيين بالخيوط القطنية لكن عادت للسقوط مرة أخرى، ليأتي عام 2005 محملًا بحل سحري تمثل في إنشاء قرية ثانية مجاورة لكنها متخصصة في إنتاج الحرير الطبيعي من دودة القز وتضمنت 122 وحدة بالتعاون مع جامعة سوهاج وفشلت أيضا.

شعبان عبدالحفيظ علي أحد كبار النساجين بأخميم تحدث عن تلك الحرفة، قائلا: "لقد تعلمت الحرفة من جدي لأمي في نقادة بقنا وعملت فيها منذ طفولتي حتى الآن؛ حيث عمري 68 سنة حاليا، وبعد أن كان إنتاجنا يتم تصديره إلى أوروبا والبلاد العربية تراجع كل ذلك".

ويقول عم شعبان: "تفوقت في إنتاج ما يسمى عين العجلة وهي ملابس للسيدات والعروسين وما يسمى بالكتكوت وهي نوع من الجلاليب أيضا، وفي القماش إبرة رفيعة جدا وعملت في إنتاج الحرير الطبيعي اليدوي وعلى الماكينات والشال الحرير والكتان والكوفرتات ومفارش السفرة، وقديما كنا نحصل على حصة قطن من جمعية النساجين في أخميم خلال السبعينات".

أما عبدالمولى محمد علي ( 58 سنة)- موظف بالشباب والرياضة وواحد من النساجين بقرية النسيج فيقول: "تعلمت المهنة منذ 15 عاما وتركت بلدتي بساقلتة وجئت لأسكن في القرية بعد أن حصلت على بيت ونول وتساعدني زوجتي في إنتاج الكوفرتات، حيث ننتج كوفرته كل ثلاثة أيام مقابل 30 جنيها للواحدة ويتم عرضها جميعا في بازارات الجيزة والأقصر وأسوان للسياح".