صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في قنا.. غلاء تكاليف الزواج يقصم جيوب الغلابة ويُهدد الفتيات بالعنوسة

أبو المعارف الحفناوي

الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 - 02:15 م

عادات وتقاليد، في المجتمع الصعيدي، ما زالت تهدد اتمام الزواج، منها الغلاء في تكاليف الزواج، كنوع من التفاخر، الأمر الذي أصبح يُهدد الفتيات بالعنوسة، خاصة في ظل فشل المبادرات التي نظمها بعض الأهالي في القرى، لخفض تكاليف الزواج، مثل إلغاء ليلة الحناء والنيش والشبكة.

ويصف محمد علي، طالب، أن العادات والتقاليد، التي ما زال يلتزم بها البعض خاصة في قرى الصعيد، بـ"الفشخرة الكدابة"، لافتًا أن الغلاء في تكاليف الزواج، و "المعايرة"، من العادات السيئة التي تلازمنا في المجتمع الصعيدي.

ويشير محمود السيد، حاصل على مؤهل جامعي،  إلى أن الغلاء في تكاليف الزواج، يعود بالضرر على الشباب المقبل على الزواج، فهناك أمور كثيرة تقف عائقًا أمام الشباب منها الحصول على مسكن وتجهيزه ، وتكاليف الزواج من شبكة ومهر وليالي العرس، وهذا من الممكن أن يتخطى نصف مليون جنيه، قائلًا : " مين معاهد لوقتي يتجوز خلينا كده".

ويلمح حسام علي، مهندس، أن المغالاة في تكاليف الزواج، يضر الأسرة بأكملها، فبالرغم من تدشين مبادرات لخفض تكاليف الزواج، إلا أن هذه المبادرات باءت بالفشل، بسبب العادات والتقاليد.

ويلمح علي محمد، مُعلم، أن الشاب المقبل على الزواج،  يكافح من أجل أن " يكمل نصف دينه"، ولكن في ظل هذه الظروف يتراجع الشباب كثيرًا في التفكير في الزواج، مما يتسبب ذلك في حالات من الاكتئاب ووجود علاقات سيئة ومشبوهة على حد قوله بين الفتيات والشباب سواء مكالمات هاتفية أو مقابلات تتطور إلى امور غير تليق بالمجتمع الصعيدي، ولكن " مهما حصل بنت الأصول هتفضل بنت أصول".

ويوضح مصطفى عبدالغفار، عامل، تفاصيل تكاليف الزواج، قائلًا : الشاب يتكلف في بعض القرى على سبيل المثال بغرفة نوم ونيش وسفرة وركنية يصل تكلفة ذلك إلى 50 ألف جنيه، فضلًا عن تجهيز شقته بناء وتجهيز من سيراميك ومحارة وبياض بتكلفة تصل قرابة ما بين 150 و 200 ألف جنيه، و شبكة تتراوح في المتوسط ما بين 30 و 70 ألف جنيه، وهدوم تصل إلى 15 ألف جنيه، غير الهدايا والزيارات المستمرة أثناء الخطوبة، فمن الممكن أن تصل تكلفة هذه الزيارات في مدة زمنية لا تزيد عن عام تقريبًا في الخطوبة إلى قرابة 15 ألف جنيه.

ويتابع : يأتي بعد ذلك مراسم الزفاف، فيتكلف الشاب مثلًا ليلة حناء تصل قرابة 30 ألف جنيه، وتشمل ذبح عجل وتقديم العشاء لكل المهنئين، يعقبها حفلة قرآن كريم، أو أغاني مثلًا، ثم ليلة الزفاف والتي تصل تقريبًا إلى 20 ألف جنيه، فضلًا عن التجهيزات الأخرى مثل الفساتين والكوافير والسيارات للزفاف ونقل الأهالي وغيرها بتكلفة تصل قرابة 10 آلاف جينه.

وترد منى علي، طالبة، أن الفتاة تتحمل قرابة 200 ألف جنيه في الزواج، حيث تقوم بمساعدة أسرتها بشراء المطبخ والأدوات الكهربائية والسجاد والستائر والأدوات المنزلية و " رد التسويقة والصباحية والسابع".

وتوضح أميرة محمد، صيدلانية، أن السبب في ارتفاع تكاليف الزواج، هو " الغيرة والتفاخر"، لافتة أن الفتاة بطبعها بجانب العادات والتقاليد، تُريد أن تكون هي الأفضل في كل شيء حتى في الزواج، فلا بد أن تحصل على شبكة وتسكن في شقة " أحسن من صاحبتها أو بنت عمها"، وهو ما زاد من تكاليف الزواج وتسبب في العديد من المشاكل التي كانت سببًا رئيسيًا في عدم اتمام الزواج.

ويوضح الدكتور سيد عوض، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، أن ارتفاع تكاليف الزواج في الصعيد، كان سببًا رئيسيًا في ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات، وهو مؤشر خطير في هذه الأيام.

ويشير عوض إلى أن الزواج يكون بالتراضي و الاتفاق، والمغالاة تضر الجميع، حتى بعد اتمام عقد الزواج، فهناك مشاكل أسرية من الممكن حدوثها بسبب أن " المال" اصبح كل شىء في اتمام هذه السنة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة