تعبيرية
تعبيرية


فيديو| صرخة نرجس| الموت أهون عندي!

د.محمد كمال

الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 - 04:06 م

«كله إلا شرفي» كانت أخر كلمات نرجس قبل الموت

 

المتهم| المجني عليها رفضت الاستجابة لنزواتي فقتلتها

 

زوج المجني عليها| زوجتي تركت لنا ميراث من الشرف والكرامة

 

قصة مثيرة تدعو للأسى والحزن، زوجه في بداية العقد الثالث من عمرها، تحمل وجهًا براقًا، وقوامًا شديد الجاذبية، تعيش حياتها بشكل بسيط، لا تهوى المشاكل ولا الصراعات، رغم ذلك لم تسلم من طمع أحد الشباب المستهترين المعروف بسوء سلوكه وسمعته، نجح بطريقة أو بأخرى في الانفراد بالمجني عليها مستغلًا غياب زوجها، حاول مراودتها عن نفسها والنيل منها، لكنها لم تكن أبدًا بالصيد السهل الذي يسهل افتراسه، دافعت عن كبريائها وشرفها وشرف زوجها وأسرتها حتى الرمق الأخير من حياتها، وفي نهاية الأمر كان مصيرها القتل على يد الذئب البشري الذي فشل في اغتصابها، وكأن لسان حالها يقول، الموت أهون عندي من الاغتصاب.

 

وقف الزوج أمام جهات التحقيق تغلبه دموعه تارة، ويبدو عليه الفخر والتماسك تارة أخرى، دموعه كانت بسبب فقدانه زوجته الحبيبة، أما منبع فخره كان بسبب زوجته التي حافظت على شرفه وعرضه أثناء غيابه وفضلت الموت على أن تترك له ولأطفاله فضيحة مدوية، لو نجح جارهم المنحرف في النيل منها ومن شرفها، كانت الفتاة الجميلة محط إعجاب الجميع من الأهل والجيران وشباب المنطقة التي تعيش فيها، تهافت الجميع على التقرب منها راغبًا في أن ينال قلبها ورضاها، كانت تتمتع بالأخلاق الرفيعة بجانب جمالها البريء ووجها المضيء، لكنها وسط هذه الإغراءات لم يرق قلبها سوى لشخص واحد فقط كانت تشعر إنه يمثل الجنة على الأرض بالنسبة لها، جمعت بين المجني عليها وزوجها قصة حب كبيرة، توجت بالزواج وأثمر زواجهما عن وجود طفلين، حياتها مع زوجها كانت تسير بشكل طبيعي وعلى خير ما يرام.

 

طالب سيء السمعة

كانت تعليمات الزوج لزوجته أثناء فترة تواجده في عمله واضحة وضوح الشمس وفي حقيقة الأمر لم تكن تعليمات بقدر ما كانت  مجموعة من المحاذير على الزوجة إتباعها وتنفيذها بمنتهى الدقة والصرامة، غير مسموح بتكوين صداقات أو علاقات مع الجيران بشكل بات ونهائي، وممنوع الخروج من المنزل إلا في حالات الضرورة القصوى فقط وفي أضيق الحدود، شاء سوء حظها أن يقع في غرامها أحد الجيران المعروف عنه سوء السلوك، شاب صغير لم يتعد الـ17 عامًا، ورغم فارق السن بينهما ورغم كونها زوجه إلا أن هذه الحواجز لم يقف أمامها كثيرًا، أحبها بجنون، في كثير من الأحيان كان يتعمد التقرب منها ويصطنع التودد لها بحجة أو بأخرى، نسج خيوطه حولها وأمطرها بكلمات الغزل والغرام دون جدوى، كان يعيش داخل وهم كبير وعاش قصة حب من طرف واحد، أما الزوجة الشريفة فكانت تكتفي بصده ونهره مع تهديده بإبلاغ زوجها لكنها كانت تخشى على زوجها من الدخول في مشكلة ربما تكون عواقبها وخيمة، كانت تعلم مقدار حب زوجها لها وحجم عصبيته وغيرته عليها لذا خشيت أن تتفاقم الأمور وتصل إلى ما لا يحمد عقباه، فضلت الصمت أملًا في أن يمل جارها الشاب الذي لم يجد منها أي مؤشرات تشير إلى أنها تتقبل ما يفعل أو سترضخ له.

 

الشريفة والذئب

مرت الأسابيع والشهور وخلال هذه الفترة لم يجرؤ الشاب المستهتر من الاقتراب من جارته الزوجة الجميلة مرة أخرى بعد صدته ونهرته بشدة، من جانبها ظنت الزوجة أن هذا الموضوع انتهى وتم إغلاقه بشكل نهائي بعدما كشرت عن أنيابها لجارها الشاب العاطل، لكن الأمور لم تكن كما توقعت الزوجة فخلف ظنونها واعتقادها بأن ما حدث كان مجرد معاكسه فقط لا غير، كان يخطط الجار الذئب لأمر آخر وكأنه دخل في منافسة شرسة مع كرامته المجروحة بعدما رفضته هذه الزوجة، بدأ في مراقبتها بدقة متناهية ومراقبة تحركات زوجها بشدة الذي كان طوال فترة المراقبة يذهب إلى عمله ويعود في نفس اليوم، كان الشاب العاطل مثل الأسد الجائع الذي ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على فريسته وهي في حالة وهن شديد، كان صبور إلى أقصى درجة في سبيل تحقيق ما تصبو إليه شهوته العمياء، انتظر الوقت المناسب حتى علم أن الزوج غير متواجد، اتخذ الذئب قراره الذي لا رجعة فيه لإذلال الزوجة الجميلة وهو اغتصابها ومن ثم تهديدها بالفضيحة لو لم تستجب لكل نزواته، ظن أن هذه الفكرة يمكن أن تقوده للسيطرة عليها، كان يظن إنها صيد سهل، لكن حساباته كلها كانت خاطئة إلى حد بعيد شكلًا وموضوعًا كما سنوضح لاحقًا.

 

 كله إلا شرفي

شاهد المجرم على جارته الحسناء أثناء مراقبته لها تصعد بمفردها إلى أعلى إحدى المنازل القريبة «سطح المنزل» لإحضار الغلال، دلف ورائها حاول مراودتها عن نفسها لكنها نهرته بشدة وبدأت في الصراخ، دافعت الزوجة المسكينة عن شرفها وشرف كل من زوجها وطفليها بكل ضراوة، هددها المجرم بالقتل، وجدت نفسها أمام اختيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام لنزوات هذا الذئب البشري حفاظًا على حياتها وحياة طفليها أو الدفاع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة، لكن في ثواني معدودات قررت أن تنحاز للاختيار الثاني، لم تشأ أن يرث أطفالها الخزي والعار الذي سيلاحقهم أينما ذهبوا لو تم اغتصابها، محاولات عديدة بذلها الجار الذئب للنيل من جسدها لكنها كانت صعبة المنال، تعالت صرخاتها، قاومت بشدة، وعندما أيقن الذئب أن فريسته لن تستسلم بسهوله انهال فوق رأسها بالة حادة شنبر حديد حتى خارت قواها ولقيت مصرعها متأثرة بإصابتها البالغة بعدها فر المجرم هاربًا خوفًا من افتضاح أمره.

 

جثة زوجتي

لاحظ الزوج تأخر زوجته في العودة، ما دفعه للبحث عنها، توجه إلى مكان إحضار الغلال وفوجئ بالمشهد القاسي على القلب والعين، زوجته الحبيبة ملقاة على الأرض غارقة في دمائها، لحظات من الصمت والوجوم والذهول سادت المكان، توقفت الكلمات في حلق الزوج، لا يعلم ماذا حدث؟ أو ماذا يجري؟ غير مصدق لما تشاهده عينيه، وكأنه مشهد من فيلم رعب، زوجته المصونة ليس لديها اختلاط بأي شخص، ويعيشون في هدوء وسلام وليس لديهم أي أعداء، أسئلة كثيرة حائرة، ودموع تنهمر بكل شراسة ولا إجابة، حاول الزوج التماسك، توجه إلى مركز شرطة تلا وقدم بلاغ يفيد بقتل زوجته على يد مجهول في منزل تحت الإنشاء مملوك لشقيق زوجة شقيقه، ويدعى م . ف.

 

طالب مستهتر وراء الجريمة

تم تشكيل فريق بحث على الفور لكشف ملابسات الجريمة الغامضة خصوصًا بعدما أثبتت التحريات المبدئية أن الزوجين ليس لديهما أي أعداء، تم توسيع دائرة الاشتباه وفحص المترددين على منزل المجني عليها وخط سير كل منهم وقت ارتكاب الجريمة، وبمناقشة الزوج، قال إن زوجته توجهت لإحضار كمية من الغلال من أعلى سطح المنزل المشار إليه وعقب تأخرها توجه للبحث عنها، واكتشف مقتلها ولم يتهم أحداً، وعقب ذلك حضرت النيابة العامة، وناظرت الجثة، وقررت عرضها على الطب الشرعي، وبدأت القوات في فحص ومناقشة عدد من الشهود، وأفراد الأسرة، وأسفرت المناقشة والمواجهات عن تحديد مرتكب الواقعة أ .م. ف. خ، 17 سنة، طالب مستهتر ابن شقيق مالك المنزل، وكشفت التحقيقات أنه كان يتعرض لها بالمضايقات والمعاكسات لكنها لم تخبر زوجها خوفًا من أن يفتك به ويحدث ما لا يحمد عقباه، توصلت تحريات رجال البحث الجنائي أن هذا الشاب استغــل تواجد الزوجة بمفردها وشرع في اغتصابها لكسر كبريائها وعندما فشل سدد لها الضربات القاتلة الواحدة تلو الأخرى خوفًا من افتضاح أمره وإبلاغ الشرطة.

فيديو وصور| أسرة نرجس «شهيدة الغدر» تروي لحظات محاولة اغتصابها وقتلها أضغط هنا

حدد رجال المباحث الجنائية مكان اختباء المتهم وتوجهت مأمورية أمنية للقبض عليه وبمواجهته بالأدلة والبراهين اعترف بارتكابه الجريمة خوفًا من الفضيحة والسجن مؤكدًا أنه لم يتوقع حدوث كل هذا، تم تحرير محضر بالواقعة ضم كافة التفاصيل المثيرة، وإحالة المتهم القاتل إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه 15 يوم على ذمة القضية، ثم أحيل المتهم إلى محكمة جنايات شبين الكوم، حيث أجلت محكمة جنايات الأحداث بمحكمة شبين الكوم الجزئية، محاكمة المتهم بقتل شهيدة الشرف نرجس شعبان بنت مركز تلا،  لجلسة 24 نوفمبر للإطلاع على الأوراق. 

 

أسرة المجني عليها تروي تفاصيل اللحظات الأخير

التقت بوابة «أخبار اليوم»، بأسرة المجني عليها لمعرفة تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الزوجة الشريفة، حيث روى الزوج بدموعه المشاهد الأخيرة في حياة زوجته مطالبًا الجهات المعنية بتعديل قانون الطفل، لافتًا أن قاتل زوجته 17 سنة، يعتبر حدث وبالتالي ستتم معاقبته وفقًا لقانون الطفل ولن تزيد أقصى عقوبة له عن 15 سنة فقط، تفاصيل مثيرة روتها أسرة المجني عليها فماذا قالوا؟ 

فيديو| زوج "نرجس" ضحية الاغتصاب والذبح: «نفسي أقولها حقك رجع» أضغط هنا

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة