نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

التغيير فى حياة البشر

نوال مصطفى

الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 - 07:43 م

 مناقشات جادة وحوار إيجابى بناء استغرقا يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين فى أجندتى الإسبوعية. شاركت بدعوة كريمة من الأستاذة نرمين البحطيطى، المدير التنفيذى لمؤسسة حياة، فى أعمال المؤتمر الختامى لمشروع «ابدأ حياة» لدمج السجينات السابقات فى محافظتى الإسكندرية والشرقية بالشراكة مع مؤسسة دروسوس للتنمية.
لم يكن مجرد مؤتمر مثل عشرات المؤتمرات التى تنعقد وتجرى جلساتها ومناقشاتها ثم تنفض دون أن يكون لها أثر فعال، أو تغيير إيجابى تجاه القضية التى تتناولها، بل كان احتشادا يحمل رغبة صادقة، وإيمانا حقيقيا من كل الأطراف والهيئات المشاركة بضرورة العمل على دفع الأفكار والرؤى التى خرج بها المؤتمر وتحويلها إلى خطط عمل، وحملات مستمرة لتوعية المجتمع من ناحية والتأثير على صناع القرار والمشرعين وممثلى الشعب من ناحية أخرى.
الأطروحات التى تم عرضها من خلال ثلاثة مشروعات دعمتها مؤسسة دروسوس فى مصر وتجارب مؤسسات عربية تعمل مع السجناء والسجينات فى كل من الغرب وتونس والأردن كونت رؤية شاملة مبنية على تجارب تمت بالفعل، ومشروعات أثبتت نجاحها على الأرض فى كل بلد من تلك البلدان. من هنا كانت أهمية البيان الذى قام بصياغته النهائية كل من الأستاذين باسم عدلى ونجاد البرعى.
الدروس التى خرج بها كل مشروع فى كيفية تأهيل ودمج السجناء السابقين فى المجتمع، والتعامل مع السجين باعتباره إنسانا أخطا ودفع ثمن جريمته سنوات من عمره، ومن حقه فرصة أخرى لحياة شريفة طبيعية، كمواطن صالح.
دراسة محترمة قدمتها الباحثة الدءوبة هنا فهمى من خلال جلسات مطولة معنا نحن الجمعيات الثلاث التى خاضت مشوار التغيير فى حياة سجينات سابقات نرمين البحطيطى ود.دعاء عرابى وكاتبة هذه السطور، وكذلك بالبحث فى تجارب عالمية رائدة فى هذا المجال.
استخلصت من خلال هذا البحث العلمى مشروع خارطة الطريق التى يجب أن ترسم لكل سجين، ليس منذ خروجه من السجن والإفراج عنه، بل منذ اللحظة التى يدخل فيها السجن. كيف تصبح فترة العقوبة تقويما وإصلاحا حقيقيا يخرج منها مواطنا صالحا وكيف يمكن تغيير نظرة المجتمع القاسية لهذا السجين، والحد من تأثير الوصمة الاجتماعية على حياته ومستقبله. هذا البحث تم بتكليف من مؤسسة دروسوس بقيادة المدير الإقليمى الدكتورة وسام البيه والأستاذة منى غندر مدير المشروعات بالمؤسسة.
أعود إلى المؤتمر المهم الذى شاركت فيه وزارة الداخلية ووزارة التضامن ومنظمات المجتمع المدنى المهمومة بقضايا السجون والسجناء. وأقول إنه يتعدى كونه مؤتمرا تقليديا إلى كونه شرارة بدء لعمل جاد منظم ومدروس تشارك فيه كل وزارات وهيئات الدولة الحكومية بالشراكة مع منظمات المجتمع المدنى التى تخصصت فى هذا الموضوع وأسهت إسهاما ملموساً فى رمى حجر فى المياه الراكدة واستنفار الرأى العام تجاه تلك القضية المجتمعية المهمة.
البيان الصادر عن المؤتمر والتجارب الحية التى آن الأوان لاستلهامها ومأسستها حتى لا تكون تجارب ونجاحات فردية على نطاق محدود سوف أتناولها بالتفصيل فى مقالاتى القادمة.
التغيير فى حياة البشر مهمة صعبة، لكنها تستحق الصبر والاستمرار والإصرار. والنجاح فيها متعة لا تعادلها متعة أخرى. وللحديث بقية.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة