كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الرئيس وكلمة حق

كرم جبر

الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 - 07:51 م

 

المؤكد أننا ظلمنا الملك فاروق، حين وصفناه بــ «الفاسد»، ولم أصدق أنه كان يفطر بخاروف مشوى، ويتغدى بخمسة كيلو جمبرى واستاكوزا، وعشاؤه التهام أطباق متتالية من أصناف الجاتوهات والحلوى.
كان الهدف تشويه صورته، وإلقاء حبر أسود على الملكية وايامها، ومجتمع النصف فى المائة، والظلم الاجتماعى والفقر والحفاه، يعنى كانت أيامه سوادا فى فساد.
حتى فى الأفلام السينمائية تم محو صور فاروق، مع أنها جزء من أيام عاشتها البلاد بحلوها ومرها، وكانت العدالة التاريخية تستلزم عدم تسويد أجزاء من الصورة أو تشويهها.
والمؤكد أننا ظلمنا محمد نجيب، وتحددت إقامته فى قصر زينب الوكيل بالمرج، لم يكن قصرا وإنما سجن بدون أسوار تحت الحراسة المشددة، وعاش الرجل حياة موحشة فى ثلاثة أدوار يعربد فيها دوى الرياح، ليزيد المكان وحشة وخوفاً.
والمؤكد أننا ظلمنا جمال عبد الناصر، وعندما قال الرئيس السادات أنه يمشى على خطه، قال الناصريون «بأستيكة»، وظهرت عدة أفلام عن التعذيب يشيب لها الولدان، مثل «إحنا بتوع الأتوبيس» و»الكرنك».
ونسج الإخوان قصصاً عن معتقلات عبد الناصر، فيها قليل من الحقائق وكثير من الخيال، فكان الهدف تشويه عصره، وقالها المعزول «الستينيات وما أدراك ما الستينيات».
وجاء الدور على الرئيس السادات، فذاق أشكالاً وألواناً من الاتهامات بالخيانة والتآمر، لأنه تصالح مع إسرائيل واسترد أرضه، ولو لم يفعل ذلك لحكم على بلده وشعبه بالفقر والخراب والضياع.
التاريخ رد اعتبار السادات بسرعة، وتمنى أعداؤه اللحاق بطائرته فى رحلته للسلام ولكن بعد اقلاع الطائرة، وأدركوا أن العلم الذى رفعه فوق فندق سميراميس انتظارا لقدومهم، لن يرتفع مثله مرة أخرى.
والرئيس مبارك تعرض فى حياته لما لم يتعرض له زعيم مصرى، ولكنه صمد وصبر رافضاً أن يترك وطنه، وتحمل فى قوة وإصرار مشقة المحاكمة وقسوة خصومه.
>>>
أكتب ذلك تعليقاً على جملة سمعتها فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء افتتاحه عدة مشروعات فى السويس الثلاثاء أول أمس،وهو يتحدث عن المخطط الاستراتيجى للتنمية العمرانية: «دى خطة كانت موجودة قبلي، واللى قبلى عملوا كثير، ويمكن الظروف كانت مختلفة، واحنا ربنا قدرنا وقدرنا ننجز».
كلمات بسيطة وعميقة المعنى والمغزى، وتحمل رسالة نبيلة بالتصالح مع الحقائق، والتخلص من داء الفراعنة بالسطو على إنجازات السابقين.
الرئيس يرسخ مبدأ الاحترام، ويعزز قدرة الدولة فى المصداقية، حتى لو لم يعجب مثل هذا الكلام البعض، ولكن إذا نظروا إليه من كل الأوجه، فهو إنصاف لهم وللجميع.
الهجوم على زعماء مصر وتشويه صورتهم والتنكيل بأعمالهم، يحطم أرصدة الثقة السياسية فى أنظمة الحكم، وإذا أظهرناهم كلهم سيئين فمن هو الصالح؟
جرأة الرئيس فى الحق تجعله يقول ما يخشى كثيرون النطق به.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة