الكاتب الصحفي عمرو الخياط
الكاتب الصحفي عمرو الخياط


عمرو الخياط يكتب| عدلى منصور.. دستور يمشي على الأرض

عمرو الخياط

الجمعة، 08 نوفمبر 2019 - 08:30 م

 

عدلى منصور رجل من طراز فريد، القيمة والقامة وصاحب المقام الرفيع القادم من مستقر جلوسه على مقعد رئيس المحكمة الدستورية العليا، مقام لو تعلمون عظيم.
٣٠ يونيو هى ثورة الدولة، وعدلى منصور هو برهان اليقين بالدولة.
٣٠ يونيو حيث تسيطر الثورة بنفسها على نفسها لتقوم بعملية ذاتية لترشيد مدها الثوري وتسليم نفسها للدولة للبدء في عملية البناء.. هنا الدولة مستمرة، أصحاب الدولة هم الفائزون.
عدلي منصور القادم من محراب الشرعية القانونية للدولة استجاب لنداء الوطن واستلم الوديعة الثورية الشعبية منتقلا إلى مقعد الرئاسة المؤقت في مهمة إنقاذ قبل أن يتحمل مسئوليتها الجسيمة ولم يتول يوم الزحف.
على مدار عام بألف مما تعدون تولى المستشار عدلى منصور المهمة الرئاسية التي كان يعلم بأنها مؤقتة، لكنه تصدى لها نزولا على تكليف الدولة الحتمي.
خلال تلك السنة تحمل عدلي منصور المسئولية الجسيمة لدولة يحاصرها الإرهاب والانهيار الاقتصادي والانفلات المجتمعي.
منذ اللحظة الأولى التزم الرجل السلوك المنضبط في كل كلمة وكل إطلالة ضاربا المثل والقدوة العملية.. لقد كان دستورا يمشي على الأرض.
الرئيس المؤقت سيطر على أدائه الرئاسي مخزون إنسانيته الدائم وخبرته الممتدة، ومن منطلق قاعدة المنصب المؤقت بدأ العمل من أجل الإصلاح والتنمية المستدامة التي لم تتأثر بمساحة الزمن المؤقتة التي تحاصر الرجل منذ اللحظة الأولى، لكن عطاء الرجل حاصر الحصار وانطلق نحو إعادة البناء المرتكز على التنسيق الكامل بين مؤسسات الدولة انطلاقا نحو المواجهة والبناء في آن واحد.
عدلي منصور الذي تصدى لمهمة تاريخية في لحظة فارقة قدم نموذجا أسطوريا للكيفية التي يكون عليها رجل القانون والدولة.
طوال الوقت كان منصور أمينا على تنفيذ خارطة الطريق التي أفرزها نضال ٣٠ يونيو وهو يعلم علم اليقين أن أهم محطات هذه الخارطة هي إتمام الانتخابات الرئاسية التي سيترتب عليها انتهاء علاقته بالمنصب الرفيع، لكنه سار على درب التكليف الوطني بخطوات ثابتة ليعيد تسليم الوديعة الشعبية إلى مستقرها الدستوري المستمد شرعيته من الإرادة الانتخابية.
في كل لحظة كان عدلي منصور منهمكا في صياغة الوضع القانوني والدستوري للإرادة الشعبية التي تدفقت فى٣٠ يونيو وأثمرت يوم ٣ يوليو، وبرغم إن الإرادة الشعبية منحت الحدث شرعية الأمر الواقع، إلا أن منصور رجل القانون كان مهموما ببناء الوضع القانوني الإنساني لما حدث لمواجهة الحملة الدولية المنطلقة على مصر والتي لا تشغل بالها بالإرادة الشعبية بقدر ما يحتاج خطابها إلى التوثيق القانوني لهذه الإرادة، لقد كان عدلي منصور سفير الإرادة المصرية للعالم بأسره.
لم ينه عدلي منصور رئاسته المؤقتة قبل أن يطل على الشعب المصري بخطاب تليفزيوني جسد مشاعر الصدق والامتنان للشعب المصري حالة موسيقى تصويرية سياسية هي الأولى من نوعها.
لقد كان الخطاب وثيقة تاريخية مسجلة تحفظ حق الأجيال في معرفة الحقيقة.
من مقام الرئاسة إلى مقام الإنسانية سار منصور على درب الأشواك لكي يثبت أن ٣٠ يونيو هي ثورة الحق الرشيد الذي انطلق من أجل البناء وليس من أجل الاستعلاء الثوري على الدولة، ارتكازا على قاعدة الدولة مستمرة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة