«جدار برلين» قسم الوحدة الألمانية وهدمته الإرادة الشعبية
«جدار برلين» قسم الوحدة الألمانية وهدمته الإرادة الشعبية


في ذكرى هدمه الـ30..«جدار برلين» قسم الوحدة الألمانية وهدمته الإرادة الشعبية

ناريمان فوزي

السبت، 09 نوفمبر 2019 - 02:37 م

28 عاما مزقت الجسد الألماني وأبعدت الأسرة الواحدة من خلال جدار إسمنتي فاصل حول ألمانيا لواحدة شرقية وأخرى غربية، لتصبحا دولتين بعاصمتين داخل دولة واحدة.


عقب خروج ألمانيا بهزيمة نكراء من الحرب العالمية الثانية، نشبت خلافات بين الحلفاء وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبين الاتحاد السوفيتي حول النفوذ في أوروبا، لينتهي الأمر بانقسام حاد حول الدولة الأوروبية –التي ظن قائدها يوما أنها فوق الجميع- وتتحول إلى قسمين، الأول غربا حيث سمي بجمهورية ألمانيا الاتحادية، والقسم الثاني شرقا وسمي بجمهورية ألمانيا الديمقراطية، وذلك عام 1949 لتصبح العاصمة برلين فيما بعد مركزا للخلافات خلال الحرب الباردة.


في عام 1952 قرر الاتحاد السوفيتي غلق الحدود بين الشطرين الألماني، لكن قرار الإغلاق لم يفعل بصورة عملية إذ فر الكثيرون من الشرق إلى الغرب حتى عام 1961.


في 1961، أصدر رئيس ألمانيا الشرقية فالتر أولبريشت، أوامره ببناء جدار فاصل بين برلين الشرقية والغربية، ليصبح من غير المسموح لسكان برلين المرور من منطقة لأخرى دون تصريح، وهو ماتم بالفعل وبني الجدار على امتداد 155 كلم وبارتفاع يفوق الـ3 أمتار، كما قطعت برلين من الشمال للجنوب بمسافة 43 كلم، في حين عزلت 122 كلم برلين الغربية عن بقية جمهورية ألمانية الديمقراطية، وحصن الجدار بأسلاك شائكة ومراكز مراقبة منعا لتسلل الشرقيين نحو الجانب الغرب أو العكس.


ومنذ هذا الحين، دأب العديد من الزعماء على بذل مساعيهم لإنهاء تلك الأزمة وهدم الجدار لكن محاولتهم لم تكن تجد طريقها للتنفيذ، واستمر الوضع على تلك الوتيرة حتى عام 1989.


في التاسع من نوفمبر عام 1989، تجمع عشرات الآلاف من الشباب الألمان الشرقيين نحو الجدار الفاصل وأخذوا يشرعون في هدمه للعبور إلى الجانب الغربي أمام الحراسة، حيث لم تمنعهم الأسلاك الشائكة من إنهاء قرابة الثلاثة عقود من الانفصال والتمزق بين شطري الأمة الألمانية، وبالفعل عادت ألمانيا للوحدة من جديدة وعقب انهيار الجدار بعام انتخب هيلموت كول مستشارا لألمانيا، وأعلنت برلين عاصمة لها.    


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة