خالد رزق
خالد رزق


مشوار

لبنان الذى أحب: «انتبهوا»

خالد رزق

السبت، 09 نوفمبر 2019 - 07:55 م

من بين كل بلاد العرب يقف لبنان الجميل بخصوصيته متفرداً فى التباينات الدينية والعقائدية والإيديولوجية وحتى الاجتماعية بين أفراد شعبه، وإلى حد يُعجز أى أحد عن حصر موقف جامع وحتى أغلبى واحد يمثل الوطن اللبنانى تجاه واحدة من القضايا حتى المصيرى منها.
وعبر تاريخه لم يعرف عن لبنان إجماعاً إلا على هدف الاستقلال من الاستعمار الفرنسى ولم يحظ موقف وطنى بأغلبية إلا فى شأن المحاصصة السياسية والتقاسم الطائفى بمواقع رؤوس مؤسسات الدولة النظامية والنيابية، كقاعدة للحكم تمثل بامتزاج مكون بنيتها الطيفى جدار الحماية أمام أصحاب التوجهات المتطرفة المحفزة على الاحتراب من كل الديانات والإيديولوجيات، وإلى هذا احتفظ لبنان بأكثريته وباستثناء شواذ متعاملين مع الصهيونية بموقف واحد تجاه رفض الاحتلال وإعلاء راية المقاومة سبيلاً لتحقيق هدف تحرير الأرض.
خلال السنوات الأخيرة وفى أعقاب نشوء ظاهرة الإرهاب التكفيرى المسلح الذى انتشر فى كثير من بلادنا وطالت قسماً من الجرود اللبنانية،» عززت « قضية التوافق الوطنى اللبنانى على هدف مواجهة الظاهرة واجتثاثها من هذا البلد البديع « مكانها « بين الأطياف اللبنانية وظهرت للمرة الأولى علناً المعادلة الثلاثية الشعب والجيش والمقاومة كعنوان جامع للوطنية اللبنانية فى مواجهة خطر بالغ قام بالفعل، وانطلاقاً من المعادلة نجح لبنان فى القضاء على داعش وأخواتها من جماعات الكفر سفاكة الدماء وتخليص البلد جروده، ضيعاته وحواضره من شرورهم.
المواجهة الوطنية الحاسمة التى قضت على مشروع الجماعات خادمة الصهيونية فى لبنان.. ووأدت حلم أعداء الجنوب بشغل الشعب والجيش والمقاومة لسنوات كثيرة قادمة بمحاولة الاحتفاظ للبلد بدولته وبحدوده الجغرافية وتماسكه الاجتماعي، بدلاً من حال التحفز والمقاومة النشطة فى مواجهة العدوان ومطامع الصهيونية فى الأرض والثروات (غاز جنوب شرق المتوسط نموذجاً)، لم تسعد كثيراً العدو الصهيونى ومن وراءه، فاستنفروا للرد وتدارك نتائج هزيمة مشروعهم.
وأقول إلى لبنان الذى أحب: لن يتخلف الصهاينة عن ركوب موجة الحراك الوطنى للشعب اللبنانى وهدفهم الرئيس سيكون ضرب معادلة القوة الوطنية الثلاثية للتفريق بين الشعب والجيش والمقاومة فانتبهوا.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة