المقاهي تجمع المزوغين من المدارس
المقاهي تجمع المزوغين من المدارس


جرس «التزويغ» ضرب| الأسرة والمدرسة فى قفص الاتهام

عبدالمنعم ممدوح- محمد قنديل

الأحد، 10 نوفمبر 2019 - 01:05 ص

 

- الخبراء : افتقاد متعـة التعليم وتكدس الفصول أهم الأسباب.. وضرورة محاربة أماكن اللعب أمام المدارس


«التزويغ» ظاهرة مجتمعية خطيرة لها آثار سلبية على العملية التعليمية، كما أنها مشكلة تربوية قد تؤدى إلى ضياع مستقبل الأبناء والانحراف فى معظم الأحيان، فكيف يرى الخبراء التربويون وعلم الاجتماع الظاهرة؟، وما هى أسبابها، وكيفية معالجتها؟..


يقول د. محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، إن ظاهرة التسرب من التعليم ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العام الدراسى الحالي، وذلك بسبب عدم وجود استفادة حقيقية للطالب للذهاب إلى المدرسة، التى تحولت إلى نوع من العقاب بعد أن كانت مصدر الطالب للحصول على تعليم وثقافة جيدين.
ويضيف: أن التكدس فى الفصول وافتقاد متعة التعليم أدى إلى ارتفاع ظاهرة «التزويغ» من المدارس وخاصة فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية الحكومية، والتى تفتقد لفرصة ممارسة الأنشطة وأيضا تكدس العشرات فى فصل واحد قد يصل إلى أكثر من 60 طالبا، بخلاف عدم وجود طرق تعليمية ممتعة تجذب الطلاب من خلال الشرح المبسط وطريقة المعلم نفسها فى توصيل المعلومة للطلاب.


ويتابع : أن المشكلة لا تكمن فى الطلاب بشكل كامل ولكن المدرسة والنظام التعليمى يتحمل الجزء الأكبر من تلك الأسباب، ومنها غياب الإدارة الحاكمة فى الكثير من المدارس، فقد تجد العديد من المدارس أبوابها مفتوحة على مصراعيها طوال اليوم الدراسى وهو ما يشجع الطلاب على الهروب والخروج من المدرسة بكل سهولة.


الدورات التعليمية


ويؤكد عبد العزيز أن المعلم يحتاج إلى الدورات التعليمية التى تساعده فى فهم طرق التواصل العلمية مع الطلاب بشكل سليم، حتى يتسنى لهم الإهتمام بالطلاب وتقديم مادة علمية شيقة وجذابة.


ويطالب الخبير التربوى بضرورة وضع عدد من الآليات للقضاء على تلك الظاهرة من خلال زيادة الأنشطة وخاصة فى المدارس الابتدائية بهدف جذب الطلاب إلى المدرسة وتغيير الصورة الذهنية للطلاب حول المدرسة إلى شيء مختلف للمرح والتعلم معا.. بالإضافة إلى تفعيل مجالس الآباء داخل المدارس مرة أخرى لعرض المشاكل التى يتعرض لها الطلاب مع إدارة المدرسة وفتح جسر تواصل يمكن من خلاله حل نسبة كبيرة من المشكلات التى تعيق العملية التعليمية مما يعود بالنفع على الطالب والمدرس أيضاً.. ناهيك عن الإهتمام بالطلاب فى المدارس الإعدادية بشكل خاص كونهم فى مرحلة عمرية خطيرة وتحتاج إلى تعليم وتأهيل علمى ونفسي، وذلك من خلال زيادة الرقابة على المدارس ومحاربة المقاهى وأماكن اللعب التى تعمل أمام المدارس لتشجيعهم على «التزويغ».


المنهج الدراسى


ويشير إلى أهمية منع قيادة مركبة « التوك توك» للأطفال والتى كانت السبب الرئيسى لتسرب الآلاف من الأطفال بهدف العمل على تلك المركبات بسبب الظروف الاقتصادية التى يعانى منها أهل التلاميذ أو رغبة من الطفل فى تحقيق مكسب مادى قد يكون بداية لطريق التدخين ثم المخدرات وغيرها، كما أن تأهيل المدارس من خلال نظام تعليمى واضح يحقق للطالب الاستفادة وللمعلم رؤية واضحة حول التعامل مع المنهج الدراسى والطالب معاً.


ويشدد على ضرورة الإهتمام أيضاً بالتعليم الفنى والذى يمثل 50% من عدد الطلاب الملتحقين بالثانوية، مؤكدا أن هناك نقصا فى المدرسين فى كل مدارس التعليم الفني، وهو ما دفع إلى الاستعانة بالحاصلين على الدبلوم فى التدريس من خلال ما يسمى بالمشاركة المجتمعية، مما يزيد المشكلة بسبب عدم تأهيلهم للتدريس.


تأثير الأسرة


بينما ترى د. نوران فؤاد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عيد شمس، أن ظاهرة «التزويغ» المدرسى وخاصة فى المرحلة العمرية المبكرة، الابتدائية والإعدادية، تقع على عاتق الأسرة والمدرسة أكثر من الطالب.


ونوضح أن الطالب فى تلك المرحلة العمرية يكون عادة تحت تأثير الأسرة والمدرسة وهما الأكثر دوراً فى توجيه الطالب ورسم ثقافته ومداركه، مؤكدة أن إدارة المدرسة وتأهيل المعلم والأنشطة هى الأسس التى يمكن من خلالها جذب الطالب إلى المدرسة حتى وإن كان الباب أمامه مفتوحا للهروب.


وتؤكد أن مشكلة الزيادة السكانية المستمرة وخاصة فى المناطق العشوائية تسببت فى زيادة أعداد الطلاب داخل الفصول مما جعل الاستيعاب وحصول الطالب على المادة العلمية أمر صعب، بخلاف صعوبة تعامل المدرس مع كل هذه الأعداد، بخلاف الوضع الاقتصادى للأسر التى تفضل عمل الطفل عن فكرة جلوسه لمراجعة الدروس والمذاكرة ومتابعة الواجبات المدرسية، بالإضافة إلى عدم تهيئة الأجواء بشكل صحيح لتمكين الطالب من الاستعداد لليوم الدراسى بشكل سليم.


وشددت أستاذ علم الاجتماع على أن المبادرات الاجتماعية التطوعية هى أحدى أهم الأدوات التى يمكن استخدامها فى مواجهة تلك الظاهرة من خلال عمل دورات تعليمية عن طريق شباب من خريجى الجامعات للأطفال بهدف رفع مستواهم التعليمى والثقافي، وذلك بتكوين مجموعات من الطلاب وتأهيلهم ثقافياً بشكل يمكن من خلاله إعادة شغف التعلم للأطفال وحثهم على الحضور والالتزام فى المدارس.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة