سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

أول اسم سمعته

سليمان قناوي

الأحد، 10 نوفمبر 2019 - 08:21 م

هو أول اسم رن فى أذنك بعد الله لحظة خروجك للدنيا حين أذنوا فى أذنك «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله». ويا سعد النفس التى تكون هذه الشهادة هى آخر ما تنطق به لحظة الخروج من الدنيا. لم أجد فى ذكرى مولده الشريف صلى الله عليه وسلم أفضل من شهادة عدد من المؤرخين الغربيين عن خير الخلق لأن شهادتهم غير مجروحة فهم لا ينتمون إلى دين محمد. عدت إلى كتاب «حياة محمد» للمؤرخ الأمريكى واشنطن ايرفنج، فيقول: «لم تثر انتصارات الرسول «صلى الله عليه وسلم» العسكرية كبرياءه، فقد كان يحارب من أجل الإسلام لا لمصلحة شخصية، وحتى فى أوج مجده حافظ على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا فى الترحيب به وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة، فإنها كانت دولة الإسلام، وقد حكم فيها بالعدل، ولم يفكر أن يجعل الحكم فيها وراثيًا لأسرته». وعن نزاهة ذمته المالية قال ايرفنج «كان الرسول «صلى الله عليه وسلم» ينفق ما يحصل من جزية أو ما يقع فى يديه من غنائم لنصرة الإسلام ومعاونة فقراء المسلمين، وكثيرًا ما كان ينفق فى سبيل ذلك آخر درهم فى بيت المال.. وهو لم يخلف وراءه دينارًا أو رقيقًا.. وقد خيره الله بين مفاتيح كنوز الدنيا وبين الآخرة فاختار الآخرة».
وعلى مدى عدة ليالً امتدت يدى إلى السفر الكبير «قصة الحضارة (42 جزءاً) للمؤرخ الأمريكى ويل ديورانت فطالعت «إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر فى الناس قلنا إن محمدًا «صلى الله عليه وسلم» كان من أعظم عظماء التاريخ، فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحى والأخلاقى لشعب ألقت به فى دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح فى تحقيق هذا الغرض نجاحًا لم يدانه فيه أى مصلح آخر فى التاريخ كله، وقلّ أن نجد إنسانًا غيره حقق ما كان يحلم به. وكانت بلاد العرب لما بدأ الدعوة تسكنها قبائل من عبدة الأوثان قليل عددها، متفرقة كلمتها، وكانت عند وفاته أمة موحدة. وقد كبح جماح التعصب والخرافات. واستطاع فى جيل واحد أن ينتصر فى مائة معركة، وفى قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة، وأن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم فى نصف العالم».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة