محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

إصلاح وتهذيب.. وأيضا مكسب وإنتاج

محمد البهنساوي

الإثنين، 11 نوفمبر 2019 - 07:47 م

ما بين «فردة وبلطجة حبيشة» على النزلاء وسحل كمال الشناوى لـ«بتوع الأوتوبيس».. وضرب وإهانة محمود عبد العزيز وبطشه من خلال «البرىء».. مرورا بمشاهد النوم على البرش وانتشار الأمراض.. والمحاولات التى لا تتوقف من تكسير أحجار صلبة غير قابلة أصلا للكسر.. وصولا لحملات مكررة محليا ودوليا لمحاولة تصوير أن الداخل اليه مفقود لا محالة.
هكذا هى صورة السجون المصرية لدى الكثيرين.. صور مشوشة اختفت أسفلها العبارة الشهيرة «السجن إصلاح وتهذيب».. ورغم أن الدراما المصرية فى معظمها رسخت بالأذهان ما تروجه الأبواق المتربصة بمصر.. إلا ان صناع تلك الدراما لم يدركوا حتى الان دورهم فى إظهار حقيقة تلك السجون
وبعيدا عن أضواء الدراما الخادعة «سلبا وإيجابا».. وما تثيره تقارير مشبوهة «تربصا وتشويها» وعلى أرض واقع نثق أنه موجود بكل سجون مصر شاركت أمس فى جولة مع عدد من الزملاء الإعلاميين وممثلى هيئات برلمانية وحقوقية عديدة بسجن مزرعة طرة.. لنكتشف أن الأمر مختلف تماما.. فالسجن لم يعد فقط إصلاحا وتهذيبا.. لكنه أيضا «شغل واكل عيش يكسب دهب» لنزلائه.
أعلم ما سيتعرض له هذا المقال من تشكيك بسوء نية المغرضين الكارهين لمصر الوطن والمواطن.. او بحسن نية عشاق نظرية المؤامرة وتسفيه كل جدى وإطفاء كل نقطة مضيئة.. لكن هناك شواهد تؤكد أن ما شاهدناه واقع وليس «فوتو شوب».. فعندما نعلم أن السجون لديها إكتفاء ذاتى بأنشطة عديدة فى مقدمتها الأغذية والمشروبات والملابس.. إذن فالصوب الزراعية ومزارع الدواجن والمواشى والأسماك التى شاهدناها رأى العين حقيقية لا ريب فيها ناهيك عن مزارع النعام والرومى للبيع خارج أسوار السجن.. وعندما نتأكد وبالمستندات أن غالبية المساجين لهم دخل ثابت من «عرق جبينهم» يصل لعدة آلاف من الجنيهات شهريا.. فما شاهدناه من تعليم «صنعة» لكل مسجون ما بين نجارة وحدادة وخياطة وغيرها ليس مجرد كلام.. وللمشككين نطالبهم بزيارة لأحد معارض منتجات السجون ويعاين بضمير وتجرد تلك المنتجات!!
إذن فهناك فلسفة ومنذ سنوات تهدف لمعاقبة المذنب.. لكن أيضا إعادة بنائه وتأهيله.. لا نتحدث عن الرعاية الصحية.. إنما إعادة تأهيل شاملة بدنيا ونفسيا وصحيا واجتماعيا حتى يخرج عنصرا مفيدا للمجتمع.. بالتوازى مع تعليمه حرفة وصنعة يكسب منها خلال فترة سجنه سواء أرسل المكسب أو جزءا منه لأهله.. او تم إيداعه بأمانات السجن ليسترد عند خروجه مبلغا يعينه على بدء حياته وليس نهايتها.
البعض ردد كما سمعتها همسا خلال الزيارة ولعل كثيرا منكم يرددها الان.. وهل شاهدتم فلانا وفلانا وهل يستفيدون من تلك المزايا.. وهنا بلا مزايدة أو إجابة لا أملك ناصيتها كاملة نرد بسؤال.. ماذا تفعل الدول الديموقراطية فى عتاة مجرميها.. وليبحث الجميع عن تاريخ سجون مثل جوانتنامو وجزيرة رايكرز وسان كوينتين بأمريكا وسجن لاسانت بفرنسا و لاسابانيتا بفنزويلا وديار بكر بتركيا أو يبحث عما يحدث مع كل نزيل جديد بسجون أمريكا ليفقد معها حياته او كرامته ! وعنده نتساءل «واحد إتنين حقوق الإنسان فين»!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة