داليا مجدى عبد الغنى
داليا مجدى عبد الغنى


كل يوم

جسر الأحلام

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 11 نوفمبر 2019 - 08:06 م

 

 داليا مجدى عبد الغنى

كل إنسان يرى نفسه سلطانًا، فهى طبيعة بشرية، جُبِلَ عليها البشر، لذا لا يرضى الإنسان ولا يتجاوب إلا مع ما يظن أنه يليق به، أما ما دون ذلك، فينُحيه جانبًا ولا يعبأ به.
فكم من فرصة يُضيعها الإنسان، بسبب قناعاته أنها لا تليق بمستواه وإمكانياته، سواء كانت فرصة عمل أو علاقة إنسانية أو اجتماعية أو غيرها من المحطات التى يمر بها الإنسان عبر قطار عمره، فهو يتخيل نفسه فى قالب مُحدد، وداخل إطار مُعين، وتأبى عليه نفسه أن يخرج عن هذا الإطار، فيظن أن انحرافه عنه، سوف ينزل بأحلامه إلى الدرك الأسفل، وهنا لن يستطيع أن يعود إلى ما رسمه وخطَّه لنفسه، فيرفض كل ما يشذ عن مخططه، ويستنكر أن تكون هذه الفرص تُواتيه من أجل الوصول لأحلامه، فهو يأمل أن يصل إلى ما ترنو إليه نفسه، عبر قنوات مُحددة فى خياله، ولو حدث أى تغيير فى المسار المرسوم فى مُخيلته، لا يلتفت إليه، ويعبره؛ ظنًا منه أنه لا يناسبه، وهكذا يمضى عمره وهو رابض فى انتظار الفرصة التى يحلم بها.
وللأسف، ينسى أو ربما يتناسى أن الحياة قد تمنحنا أشياء لا نرضى عنها، ولكنها تكون الجسر الذى يصل بنا إلى كل ما تصبو إليه أحلامنا، وهنا تضيع الفرصة، ويضيع معها العمر، وإذا ضاع العمر، ماتت معه الأحلام.
فكم من شخص رفض وظيفة، أو أى عمل حر، بسبب قناعاته أنها لا تليق بإمكانياته، رغم أن تلك الوظيفة، أو ذلك العمل، ربما يُخفى بداخله الفرصة التى بات يحلم بها طيلة سنوات عمره.
فهل نسينا أن متعة الحياة مُتجسدة فى صُعوباتها، التى تجعلنا نشعر بقيمة ما توصلنا إليه؟ وهل تغافلنا عن أن القدر يلعب دوره فى كل لحظة من لحظات حياتنا، لكى يرسم ويُخطط لنا شكل مُستقبلنا؟
لذا، فعليكم أن تحترموا كل ما يمنحه لكم القدر، ثقة منكم فى أنه لا شيء فى هذه الحياة يحدث مُصادفة، فكل درجة نصعدها، قطعًا ستقُربنا إلى سماء أحلامنا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة