المتحف المصري بالتحرير
المتحف المصري بالتحرير


غدًا .. المتحف المصري يحتفل بعيد ميلاده الـ 117

شيرين الكردي

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019 - 11:15 م

يفتتح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، معرضين مؤقتين عن الخبيئات، وعن التعليم فى مصر القديمة، وذلك احتفال بعيد ميلاد المتحف المصرى بالتحرير الـ 117، وذلك يوم الجمعة 15 نوفمبر الحالى، في تمام الساعة السادسة مساء.

 

وتسلط «بوابة أخبار اليوم»، الضوء على تقرير يروي قصة تاريخ «المتحف المصري بالتحرير»، ونشأته، وعدد القطع الموجودة داخل المتحف، ومعلومات عن التصميم المعماري، ومواعيد الزيارة، وسعر التذاكر، وآخر مستجدات تطوير المتحف المصري بالتحرير، والقرارات السابقة عن مشروع تطوير المتحف.. في السطور التالية..

حكاية تاريخ «المتحف المصري بالتحرير»:

يقع المتحف المصري في قلب العاصمة المصرية القاهرة، ويتوسط ميدان التحرير، وهو أحد أقدم وأشهر المتاحف العالمية، يتكون من طابقين رئيسيين، يحتوي الأول على الآثار الثقيلة من توابيت ولوحات وتماثيل معروضه، طبقا للتسلسل التاريخي، ويحتوي الطابق الثاني على مجموعة أثرية متنوعة من أهمها "آثار الملك توت عنخ آمون".

 

تاريخ المتحف :

بدأت قصة تاريخ المتحف عندما أبدى القناصل الأجانب المعتمدون في مصر إعجابهم بالفن المصري القديم‏، وعملوا على جمع الآثار المصرية‏، وقاموا بإرسالها إلى المدن الأوروبية الرئيسية‏، وبذلك بدأت تزدهر تجارة الآثار المصرية التي أصبحت بعد ذلك موضة أوروبية، وكان ذلك في عهد محمد علي باشا، الذي بدأ استراتيجية جديدة كان أساسها أن تنفتح مصر على العالم الغربي‏.

 

وكانت الهدايا من تلك القطع النادرة خلال القرن التاسع عشر منتشرة بين الطبقة الأرستقراطية، وكانت التوابيت من بين أهم القطع الأكثر طلبًا، ولم يفهم المصريون في بداية الأمر الدوافع التي جعلت الأوروبيين يهتمون بالأحجار الموجودة في أراضيهم، فيما كان الدافع الأهم وراء تنقيب المصريين عن الآثار في المعابد والمقابر هي الشائعات التي كانت تروج إلى أن ببعض هذه المناطق كنوزًا خفية.

 

أوائل المتاحف في العالم:

يعد المتحف أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1835، وكان موقعه حينها في حديقة الأزبكية، وكان يضم عددًا كبيرًا من الآثار المتنوعة، والتي أسست لتكون متحفا عاما على عكس المتاحف التي سبقته.

في عهد الخديوي إسماعيل:

ونقل المتحف بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر، في افتتاح متحفًا يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديوي إسماعيل بالجيزة.

 

في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني :

جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة.

 

التصميم المعماري للمتحف :

وضع تصميم المتحف المعماري الفرنسي« مارسيل دورنون» عام 1897 ليقام على امتداد ثكنات الجيش البريطاني بالقاهرة عند قصر النيل، واحتفل بوضع حجر الأساس في 1 أبريل 1897 في حضور الخديوي عباس حلمي الثاني ورئيس مجلس النظار «الوزراء» وكل أعضاء وزارته، وتم الانتهاء من المشروع علي يد الألماني هرمان جرابو.

 

في نوفمبر 1903:

عينت مصلحة الآثار المهندس المعماري الإيطالي إليساندرو بارازنتي الذي تسلم مفاتيح المتحف منذ التاسع من مارس 1902 ونقل المجموعات الأثرية من قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلى المتحف الجديد وهي العملية التي استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية، أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها على قطارين سيراً ذهاباً وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل.

 

وقد حملت الشحنة الأولى نحو ثمانية وأربعين تابوتاً حجرياً، تزن ما يزيد على ألف طن إجمالاً.

 

إلا أن عملية النقل قد شابتها الفوضى بعض الوقت، وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902، كما تم نقل ضريح مارييت إلى حديقة المتحف، تلبيةً لوصيته التي عبر فيها عن رغبته في أن يستقر جثمانه بحديقة المتحف مع الآثار التي قضى وقتا طويلاً في تجميعها خلال حياته.

في 15 نوفمبر 1902 :

تم افتتاح المتحف المصري رسمياً، واعتمد المتحف الجديد على أسلوب عرض يقوم على ترتيب القاعات ترتيباً تدريجياً ولم يؤخذ في الاعتبار تخصيص حجرات لفترات الاضطراب، نظراً لأنها اعتبرت غير ذات أهمية تاريخية.

 

وقد صنفت الآثار بالمتحف حسب موضوعاتها، إلا أنه لأسباب معمارية ثم وضع التماثيل الضخمة في الدور الأرضي، في حين تم عرض الخبايا الجنائزية المكتشفة في الطابق الأول تبعاً للتسلسل التاريخي، وفي كل يوم يتم وضع وتجميع آثار في عدد من الحجرات وفقا لموضوعاتها.

 

وأصبح المتحف الوحيد في العالم المكدس بالآثار لدرجة أنه أصبح مخزناً، وعندما سُأل ماسبيرو عن السبب، أجاب بأن المتحف المصري هو صورة للمقبرة أو المعبد الفرعوني، فقد كان يستغل الفنان كل جزء فيه لوضع لوحة مرسومة أو نقوش هيروغليفية، بل إن المنزل المصري الحديث في ذلك الوقت كان يتم فيه وضع لوحات وصور بحيث يستغل كل جزء علي الحائط، أي أن المتحف صورة للمصري الحالي والقديم.

 

التصميم المعماري:

تنافس على تشييد مبنى المتحف بالتحرير ثلاثة وسبعون مشروع تصميم، وفي النهاية تم اختيار تصميم المهندس المعماري الفرنسي مارسيل دورنون الذي صمم عملاً إبداعياً، ليكون أول متحف في العالم شيد ليكون متحفاً وليس مبنى تم تحويله إلى متحف، كما تم استخدام أساليب التشييد والبناء وتطبيق وسائل العرض الحديثة خلال تلك الفترة، وبدأ العمل فى المتحف سنة 1897 وإنتهى سنة 1901 وتم الإفتتاح 15 نوفمبر 1902 .

وعند الإفتتاح كان مريت باشا قد توفى ولم يحضر إفتتاح حلمه الذى طالما راوده لذلك كان قد أوصى بنقل جثمانه ليدفن فى مكان المتحف الجديد و بالفعل تم نقل رفاته إلى المتحف و هو مدفون هناك الآن فى حديقة المتحف المصرى.

 

تأثرت الأنماط والعناصر المعمارية في المتحف بالفن والعمارة الكلاسيكية اليونانية، ولم يحو أي تأثيرات للفن المصري القديم والمعابد المصرية القديمة سوى في تصميم حجراته أو في تصميم قاعاته الداخلية، حيث يحاكي مدخل القاعات صروح المعابد المصرية القديمة.

 

محتويات المتحف :

ويضم أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894.

تطوير المتحف:

في عام 1983: تم تسجيل مبنى المتحف كمبنى أثري باعتبار أنه قيمة معمارية فريدة من نوعها.

وفي أغسطس 2006: أجريت أكبر عملية تطوير للمتحف، بهدف جعله مقصداً علمياً وثقافياً، عن طريق إنشاء مركز ثقافي وملحق إداري تجاري على الجانب الغربي للمتحف مكان العشوائيات التي تم إزالتها.

ونظراً لتعرض مبنى المتحف طوال سنوات لعدة تشوهات معمارية أخفت كثيراً من جماليات تصميمه الأصلي بسبب عوامل خارجية مثل التلوث والكثافة المرورية.

في مايو 2012: أطلقت وزارة الآثار مبادرة لوضع خطة لإعادة تأهيل المتحف بصورة شاملة ساهمت فيها وزارة الخارجية الألمانية بتمويل الدراسات اللازمة والأبحاث العلمية، كما شاركت جمعية “نوعية البيئة الدولية” في تنفيذ المبادرة لإعادة المتحف لحالته الأصلية والتي تضمنت أعمال ترميم هندسية ومعمارية وأعمال تطوير منطقة التحرير المحيطة بالمتحف، على أن يتم الانتهاء من المشروع بحلول عام 2016 بعد ترميم الجناحين الشرقي والشمالي ومعالجة المشكلات الخاصة بالإضاءة وإعادة عرض القطع الأثرية القيمة.

 

تضمنت المرحلة الأولى من المبادرة أخذ عينات من اللون الأصلي لمبنى المتحف وإعادة الحوائط للونها الأصلي بالإضافة إلى أعمال ترميم ومعالجة سطح الحوائط وترميم الزخارف الموجودة على الحوائط والأعمدة، وتغيير زجاج النوافذ وتركيب زجاج يمنع دخول الأشعة فوق البنفسجية لحماية الآثار. اعتمدت أعمال الترميم على 257 لوحة محفوظة داخل مكتبة المتحف تبين التصميمات الأساسية والأصلية للمبنى، علاوة على إعادة تشغيل نظام التهوية الأصلي بعد تنظيفه بالكامل.

 

وفي يوليو 2016: قامت وزارة الآثار بتطوير منظومة الإضاءة الداخلية والخارجية للمتحف، بهدف فتحه أمام حركة الزيارة ليلاً.

 

مواعيد الزيارة:

الفترة الصباحية: تبدأ مواعيد الزيارة يوميا بداية من 9 صباحا وحتى 5 مساء.

الفترة المسائية: يومي الأحد والخميس بداية من 6 إلى 9 مساء.

أسعار التذاكر:
للمصريين 20 جنيها، للطلاب المصريين 5 جنيهات، للأجانب 120 جنيها، للطلاب الأجانب 60 جنيها.

تعرف على آخر مستجدات تطوير المتحف المصرى بالتحرير:

قال الدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتحف بوزارة الآثار، إن أعمال تطوير المتحف المصرى بالتحرير مستمرة بشكل منتظم، حيث يتم فى الوقت الحالى أعمال المرحلة الأولى للترميم، التى تضم المدخل والقطع الأثرية الخاصة بتانيس والآثار اليونانية الرومانية.

وأوضح الدكتور مؤمن عثمان، كما يتم الانتهاء من تطوير الموقع العام للمتحف المصرى بالتحرير، يتضمن المدخل والأسوار الخارجية والحديقة المتحفية، وذلك بهدف لرفع كفاءة الخدمات للزائرين، كما تشمل أعمال تطوير الموقع ترميم ودهان الواجهات الخارجية له باستخدام نفس الألوان السابقة.

 

وقال المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، إنه يتم حاليا رفع كفاءة السور الحديدى بالواجهة الرئيسية وإظهار الجزء السفلى منه الذى كان مدفوناً بالقواعد الخرسانية القديمة، بالإضافة إلى تدعيم وتطوير البوابات الخارجية الثلاثة بالواجهة الرئيسية لسهولة فتحها واستخدامها فى دخول وخروج الزائرين ونقل القطع الأثرية، مع تنظيف القواعد الحجرية للتماثيل المعروضة بالحديقة، وتطوير الحمامات الموجودة بالمتحف، إجراء الترميم الدقيق للوجهات الرخامية من قبل إدارة الترميم الدقيق بمنطقة القاهرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة