أردوغان
أردوغان


أردوغان أفسد علاقات تركيا الإقليمية وأقام صلات مشبوهة بداعش

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 14 نوفمبر 2019 - 03:38 ص

- تحدى أوروبا.. ودمر علاقات أنقرة وبروكسل..و أثار الشكوك حول مستقبل «الناتو»

 

ياسمين السيد هانى - مرام عماد المصرى

 

تبنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسة خارجية قامت على تحدى الأعراف والمواثيق الدولية وتجاهلت التزامات بلاده في معاهداتها الخارجية مثل معاهدات الدفاع المشترك في حلف شمال الأطلنطي (ناتو).

 

ووضع أردوغان علاقاته المشبوهة مع ميليشيات تنظيم داعش في صلب سياسته الخارجية، وجعلها إحدى أدوات تلك السياسة ومجالاتها بما دفعه لتدخلات إقليمية، أفسدت علاقاته مع دول الجوار بل أيضا طالت علاقاته مع الدول الأوروبية وربما دقت المسمار الأخير فى نعش انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.

 

وبعد أن كان في وقت ما قد تبنى سياسة «تصفير المشاكل» مع دول الجوار برعاية وزير خارجيته آنذاك «أحمد داوود أوغلو»، ظهر أردوغان بوجهه القبيح ولم يبذل مجهودا في إخفاء سياسته التي قامت على التدخلات الخارجية وإقحام بلاده في الشئون الداخلية لدول الجوار ودول أخرى لا تجاوره.

 

وتراوحت تدخلاته بين: الدعم العسكري المباشر لفصائل مسلحة وإقامة القواعد العسكرية لتركيا فى دول أخرى وكذلك الهجوم اللفظي المتكرر بأقبح الحجج وأنكر الأصوات على الأنظمة السياسية في المنطقة.

 

 تدخلات إقليمية فجة

وفى سوريا، حيث يعصف قتال مرير بالبلاد منذ عام 2011، سعى نظام أردوغان إلى الفوز بمقعد على طاولة المفاوضات حول مستقبل سوريا. وقام بعدد من العمليات العسكرية، التى هدفت في ظاهرها إلى القضاء على التنظيمات الكردية المسلحة على الحدود، لكن فى باطنها كانت تهدف إلى إعادة رسم خريطة سوريا الديمغرافية.

 

وقام النظام التركي - بحسب اتهامات وثقتها تقارير دولية - بتوطيد علاقته بتنظيم داعش التي كانت نسبة كبيرة من أراضى سوريا تحت إمرته (قبل أن يتم القضاء عليه). حتى بعد أن تمكنت روسيا من دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأعادت له السيطرة المركزية على أغلب مناطق بلاده، فإن تركيا لا تزال تحرس مناطق تجمع الميليشيات المسلحة في إدلب ولا تزال تتواجد هناك فصائل موالية لأنقرة، وبالتالي فقد نجح أردوغان في أن يكون لاعبا متدخلا في شئون سوريا ومستقبلها.

 

وعبر نفس الأسلوب الذي يعتمد على دعم الفصائل المسلحة، لم تخف تركيا عن تورطها في ليبيا، فبشكل واضح وصريح، أعلن أردوغان عن دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس.

 

ويشمل ذلك الدعم العسكري في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والذي يهدف - عبر عملية عسكرية مستمرة منذ أشهر-إلى تحرير العاصمة الليبية من قبضة الميليشيات المسلحة الممولة من الخارج وتوحيد البلاد بعد سنوات من سيل الدماء بها.

 

وفي فبراير الماضي، أعلنت سلطات الجمارك الليبية مصادرة شحنة أسلحة في ميناء الخمس البحري، مصدرها تركيا، كان قوامها مدرعات قتالية وسيارات دفع رباعي وذلك بعد أسابيع من إحباط دخول شحنة أسلحة تركية تحتوى على 20 ألف مسدس إلى ليبيا عبر ميناء مصراته. وبحسب مراقبين، فإن دعم تركيا العسكري يذهب بشكل مباشر إلى كتائب مصراته وقوات الدرع المشترك الليبية وتكون في الأغلب أسلحة ثقيلة وهجومية متطورة ومضادة للطائرات.

 

علاقات مع أنظمة ترعى الإرهاب

ذهب أردوغان أبعد من ذلك ليوطد علاقات أنقرة بأنظمة متهمة إقليميا ودوليا بدعم الإرهاب، مثل قطر وإيران.

 

وعزز أردوغان بشكل خاص علاقات بلاده مع نظام تميم بن حمد بن خليفة آل ثان فى قطر بعد أن قاطعته الدول العربية وفى مقدمتها مصر والسعودية بسبب دعم الدوحة للإرهاب وتورطها فى تمويل الفصائل المسلحة فى المنطقة.

وساندت أنقرة الدوحة عبر اتفاقيات تعاون واستثمارات مشتركة فضلا عن اتفاقية للتعاون العسكرى بين الدولتين نصت على إقامة قاعدة عسكرية ونشر قوات تركية في قطر.

 

وأعلنت الدوحة وأنقرة أنهما تعتزمان تعزيز التعاون المشترك بينهما إلى «مرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، وذلك خلال الاجتماع الوزاري للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، الذي انعقد في الدوحة قبل أيام.

 

أما بالنسبة لإيران، فإن العلاقات بين أنقرة وطهران قد تعززت بشكل خاص فيما يتعلق بالقضية السورية، إذ تشارك أنقرة مع طهران وموسكو في التفاوض المستمر حول مستقبل سوريا فيما يسمى بـ«مسار أستانة».

 

وبحسب تقارير عديدة، فإن أنقرة يبدو أنها تساعد طهران على الالتفاف على العقوبات الدولية. وفى واشنطن، وجه المدعون الأمريكيون في نيويورك في وقت سابق اتهامات إلى بنك «خلق»، الذي تديره الدولة في تركيا، بالمشاركة في صفقة بمليارات الدولارات للتهرب من العقوبات المفروضة على إيران. ويتعلق الادعاء بخطة تركية استمرت بين عامي 2012 و2016، وفقاً لقرار الاتهام، حيث حوّل البنك عائدات عن طريق الغش والتلاعب إلى إيران بقيمة 20 مليار دولار.

 

 وقال المحامى بيرمان إن الجرائم كانت مدعومة من قبل كبار المسئولين في الحكومة التركية، والذين حصل بعضهم على ملايين الدولارات كرشوة لدعم وحماية المخطط.

 

وقبل أيام، ذكرت صحيفة «أحوال» التركية، أن إيران تسعى جاهدة للالتفاف على العقوبات الأمريكية، بنقل جزء كبير من استثماراتها إلى تركيا، لاسيما في مجال صناعة السيارات. ووفقا للصحيفة فإن شركة «إيران خودرو كومبانى»، وهى من كبريات شركات السيارات الإيرانية، ستنقل أعمالها إلى ولاية وان، شرقي تركيا.

 

القواعد التركية في المنطقة حتى قبل سنوات قليلة لم تكن تركيا تملك قواعد عسكرية في الخارج، ماعدا الوجود العسكري في شمال قبرص الذي يعود لعام 1974.

وخلال السنوات الأخيرة أنشأت تركيا عددا من القواعد العسكرية في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا.. مما يتيح لأنقرة نشر عتاد جوى وبرى وبحري كبير في مناطق ذات أهمية إستراتيجية خارج حدودها وتحدى منافسيها الإقليميين.

 

ولتركيا وجود عسكري متنام في قطر.. ففي عام 2016 شيدت تركيا أول قاعدة عسكرية لها هناك وهي قاعدة طارق بن زياد جنوب الدوحة مما منح قواتها موطئ قدم في الخليج.. وأعلنت تركيا مؤخرا أنها بصدد افتتاح قاعدة عسكرية جديدة لها في قطر بالقرب من القاعدة العسكرية الأولى وبعدد جنود أكبر.

 

وفي الصومال، أسست تركيا ثاني قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط وأكبر قاعدة عسكرية لها خارج أراضيها في العاصمة مقديشو لتدريب القوات الصومالية ومساعدة مقديشو على محاربة جماعة الشباب.

 

وفي السودان أقدمت تركيا على إقامة قاعدة بحرية في جزيرة سواكن بحسب اتفاق موقع بين البلدين عام 2017 إلا أن العمل توقف بعد عزل الرئيس السوداني عمر البشير.

 

وفي العراق أقر رئيس وزراء تركيا عام 2018 بوجود 11 قاعدة عسكرية تركية داخل العراق، وأضاف أن تركيا تنوى زيادة عدد قواتها المتمركزة في هذه القواعد، ولكن العدد الحقيقي لهذه القواعد يصل إلى أكثر من 15 قاعدة عسكرية وبعضها يقع على عمق 30 كيلومترا داخل إقليم كردستان العراق كقاعدة بعشيقة الواقعة على أطراف مدينة الموصل وتضم نحو ألفى جندي.

 

وفي سوريا، أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة داخل محافظات إدلب وحماة وحلب، وقامت تركيا بتعزيز هذه النقاط التي تحولت إلى قواعد عسكرية حقيقية في عمق سوريا.

 

كما تحتفظ تركيا بعدد من القواعد العسكرية في مناطق الباب وجرابلس واعزاز وعفرين، وهى مناطق واقعة على الحدود التركية السورية.

 

 هجمات على دول المنطقة

اعتاد أردوغان على شن الهجمات اللفظية والتلسن على مصر وحكومتها لاسيما بعد أن أدت انتفاضة شعبية في يونيو 2013 إلى عزل محمد مرسى من سدة الحكم في مصر.

 

ولا يخفى على أحد إيواء الأراضي التركية لفلول تنظيم الإخوان الإرهابي واتخاذ بعضهم من تركيا منابر لشن الهجوم بأنكر الأصوات على شعب مصر وحكومتها.. وفي الحقيقة، فإن تلسن أردوغان وخروجه عن الأعراف الدبلوماسية يعد إحدى أدواته الشخصية في التعرض على الساحة العالمية.

 

فقد اعتاد الرئيس التركي على التهجم اللفظي وشن الهجوم على قادة الدول الذين يتبنون مواقف تعارض مصالح بلاده.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة