د. زكريا فهيم
د. زكريا فهيم


كل يوم

انقذوا الصنعة من أيدى المدّعين

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 17 نوفمبر 2019 - 07:52 م

 لقد ضقنا وضاقت الناس بفئة العمال والصنايعية غير المهرة وغير المؤهلين فى مجتمعنا والقابعين على صدورنا والمحسوبين علينا وليس هناك بديل عنهم، والذين لم يتلقوا الصنعة على أيدى أسطاوات مهرة كما كان الحال فى الماضى. فقد كانوا فى القديم يتعلمون الصنعة والأخلاق فى آن واحد على أيدى هؤلاء الأسطاوات. والآن أصبحوا لا يتقنون الصنعة ولا يجيدونها ولم يتعلموا الأخلاق لأن الأسطاوات قد اختفوا ولم يعد هناك من يعلم الصنعة ولا من يعلم الأخلاق. وهذا على عكس ما كان فى الماضى فقد كان العامل فى الماضى بسيطا إلا أنه كان محترما، مؤدبا، أمينا، صادقا فى مواعيده، وعلاوة على ذلك كان يتقن عمله.
ولأن الناس الآن محتاجون إلى هؤلاء العمال يرضخون لمطالبهم ولأجورهم المبالغ فيها. والمأساة كل المأساة أنهم إذا حضروا إلى بيتك لإصلاح شيء، فإنهم فى معظم الأحيان قد يصلحون هذا الشيء، إلا أنهم قد يفسدون بجواره شيئا آخر، وفى بعض الأحيان الأخرى قد لا يصلحونه بطريقة سليمة، أو يصلحونه ولكنه يعود بعد فترة وجيزة كما لو كان لم يصلحه أحد وتعود ريمة إلى عادتها القديمة كما يقولون.
ولذا فإنى أقترح إنشاء مركز تأهيل مهنى يتدرب فيه الشباب الراغبون فى تعلم مهنة، ولا يسمح لهم بالعمل إلا بعد إتمام تعليمهم وتدريبهم تدريبا جيدا فى هذا المركز وحصولهم على شهادة منه بذلك. وهذا المركز يدرب العمال على المهن المختلفة وليس على مهنة واحدة. ويؤهل فيه الشباب ليس فنيا فقط بل فنيا وأخلاقيا، ويتدرب على تعلم أصول المهنة بطريقة سليمة وعلى كيفية التعامل مع الجمهور بطريقة مهذبة. ويفضل أن يكون فى هذا المركز قسم لمحو الأمية لمن فاتهم قطار التعليم. وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد ننقذ الصنعة من أيدى الصناع غير المهرة وغير المؤهلين ونعطيهم فرصة لتعليم القراءة والكتابة.
< رئيس جمعية أصدقاء الكفيف

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة