صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«أطفال داعش» يبحثون عن طوق نجاة من مصير مجهول.. و«غرس الأفكار المتشددة» معضلة كبرى

أحمد نزيه

الأربعاء، 20 نوفمبر 2019 - 03:17 م

 

مع إحياء العالم لليوم العالمي للطفولة، الموافق اليوم الأربعاء 20 نوفمبر، هناك أطفالٌ يتأرجحون بين ماضٍ مريرٍ وشبح أسرهم الذي يطاردهم، وبين مستقبلٍ غامضٍ يعتبر من أكثر الأمور العالقة على المستوى الدولي.

الحديث هنا عن أطفال داعش، أو بالأحرى الأطفال الذين ينتمون لأسرٍ كانت تقاتل ضمن تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش"، الذي أوشك على الفناء، بعد دحره في سوريا والعراق، حيث نشأ التنظيم عام 2014 قبل خمس سنوات.

سنواتٌ خمسٌ ساهمت في ميلاد كثيرٍ من الأطفال بصورةٍ أو بأخرى، وبغض النظر عن الطريقة، التي أُنجبوا بها، فإن مصيرهم يعتبر المعضلة الكبرى، بين من يراهم لا ذنب لهم فيما جرى، وهو غير مكلفين بأي حالٍ من الأحوال كي يتم محاسبتهم، ومن يخشى عواقب منحهم الأمان، وأن يكونوا في المستقبل مشاريع إرهابيين تطعن بلدانهم في ظهرها.

أوضاع صعبة

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت في تقريرٍ خاصٍ في شهر أكتوبر الماضي عن ظروف صعبة يعيشها عددٌ من الأطفال المنتسبين لتنظيم داعش شمال شرق سوريا على وجه التحديد.

الصحيفة الأمريكية حدّقت النظر نحو ما قالت عنه "خطورة الأزمة القانونية والإنسانية الهائلة التي اختار العالم تجاهلها إلى حدٍ كبيرٍ بزيارة نادرة أجراها مراسلو الصحيفة هذا الأسبوع إلى سجون للسكان السابقين للمناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي شمال شرق سوريا".

وروت الصحيفة أنه مع انهيار الخلافة المزعومة لتنظيم داعش، آل مصير عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال إلى معسكرات مزرية وسجون مزدحمة تديرها "الميليشيات التي يقودها الأكراد"، حسب صوفها، والتي ساندتهم الولايات المتحدة لدحر التنظيم الإرهابي.

واستطردت قائلة إن عدوان تركيا العسكري ضد القوات الكردية شمال شرق سوريا، والذي بدأ في التاسع من شهر أكتوبر الماضي، أدى إلى اندلاع موجة جديدة من العنف وإضعاف سيطرة الأكراد على المنطقة، مضيفةً أن ذلك ألقى بظلاله على مصير أعداد مهولة من الأشخاص الذين نجوا من الإطاحة بـ (داعش) وتم إيداعهم منذ ذلك الحين في السجون ومعسكرات الاعتقال، وسط شكوكٍ حول أوضاعٍ إنسانيةٍ لاحتجازهم.

الأطفال في سجون غير آدمية

وأبرز ما أشارت إليه "نيويورك تايمز" في تقريرها هو حديثها عن "اكتظاظ الزنازين الصغيرة بالمُحتجزين القاصرين والأطفال الذين يتراوح عمرهم ما بين 9 و14 عامًا، أحضرهم آباؤهم إلى سوريا وكان مصيرهم الموت أو الاعتقال وظل هؤلاء الأطفال هنا في هذه السجون والمعسكرات منذ شهور لا يعرفون ما يخبئه لهم المستقبل".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن إحدى الزنازين تضم حوالي 86 قاصرًا من سوريا والعراق وموريشيوس وروسيا وأماكن أخرى، فيما تضم أخرى 67 مُراهقًا أحدهم روسي في التاسعة من عمره، عندما سُئل عن مكان والديه أجاب ببساطة "لقد قتلوا".

هواجس من أطفال داعش

لكن من جهةٍ أخرى، يظل تعلق الأطفال الدواعش بكثيرٍ من إرث التنظيم الإرهابي فيما يتعلق بالأفكار، يُعد معضلةً كبرى في مساعي إعادة هؤلاء إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى.

ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقريرها، إلى رفض العديد من أوطان هؤلاء الأشخاص استرجاعهم، خوفًا من أن ينشروا أفكارًا متطرفة أو يشنون هجمات إرهابية، وفضلت حكومات تلك الدول تركهم في عهدة القوات الكردية، التي "تفتقر إلى الموارد اللازمة لإيوائهم وإطعامهم وحمايتهم"، حسب قولها.

وستتوخى كثيرٌ من البلدان في استعادة الأطفال المنتمين لها مرةً أخرى خشية أن يكون هؤلاء الأطفال نبتةً فاسدة، ونواة مرتكبي جرائم إرهاب على أراضيها في المستقبل.

إحدى مقاطع الفيديو المسربة لأحد معسكرات تنظيم داعش شمال سوريا، بعد مقتل زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي الشهر المنصرم، تُظهر أن هناك أطفالًا لا يزالون يرددون عبارات التنظيم، والتي من بينها "باقية وتتمدد"، ويتوعدون بعباراتٍ مختلفةٍ بالرد مستقبلًا على مقتل البغدادي.

 

استرجاع بعض الأطفال

ومع ذلك، هناك دولة أوربية شرعت في تنفيذ مسألة استعادة أطفال داعش لإعادة تأهيلهم مرةً أخرى، وهي ألمانيا، التي أصدرت المحكمة الإدارية ببرلين فيها قرارًا، في يوليو الماضي، يقضي بإلزام وزارة الخارجية الألمانية ببضرورة إعادة الأطفال المنتمين لأسر قاتلت في تنظيم "داعش".

ولم يدخل القرار حيز التنفيذ بصورةٍ كبيرةٍ بعد. بيد أن برلين تسلمت أربعة من هؤلاء الأطفال من الإدارة الكردية ذاتية الحكم شمال سوريا في منتصف أغسطس المنصرم.

لكن في الآونة الأخيرة نشطت حركة استعادة الأطفال الدواعش، فعلى سبيل المثال سلمت العراق دولة أوزبكستان 64 طفلًا في شهر أكتوبر الماضي يحملون جنسية أوزبكية، ومن قبلها سلمت روسيا، في شهر يوليو الفائت، 33 طفلًا من الروس وينتمون لأسر داعشية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة