الخميس، 21 نوفمبر 2019 - 06:46 م

لا ينكر أحد الدور المعجز الذى حققته مبادرة ١٠٠ مليون صحة فى علاج حوالى ١٠ ملايين مواطن من أخطر الفيروسات الكبدية «سى»، خاصة وقد تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى والدولة ككل، واستطاعت المبادرة أن تصل إلى القرى والنجوع والحوارى، لتقدم خدماتها مجانا للمواطنين، كما نجحت المبادرة فى توفير العلاج لغير القادرين، والقادرين بأسعار رمزية، تصل كثيرا لأن تكون مجانية، وبهذا اقتربت مصر لأن تكون من الدول الخالية من فيروس الكبد سى، وهو نجاح يحقق ما يسميه علماء وأساتذة الاقتصاد «الاقتصاد الصحى». وهو تخصص حديث أرجو أن تهتم به كليات الاقتصاد والعلوم الإدارية، وبه تتحقق مقولة العلاقة الارتباطات بين الجودة الصحية وجودة الإنتاج، فنحن نعلم أن العامل المريض لا ينتج مثل العامل الصحيح.
ومن المهم أن نتابع النتائج الممتازة لمبادرة 100 مليون صحة، فمازالت هناك أسباب قد تعيد انتكاسة المرض الخطير، لهذا تابعت البيان الذى حذرت فيه المبادرة من مخاوف نقل العدوى من جديد داخل صالونات الحلاقة لعدم اتباع معايير مكافحة العدوى، ما يعرض المرضى للخطر والإصابة بالفيروسات الخطرة، نبهت المبادرة إلى أهمية استخدام شفرة الحلاقة مرة واحدة، بالإضافة إلى استخدام جوانتى جديد مع كل عميل، فضلاً عن استخدام صندوق الأمان للتخلص من الأدوات الحادة، كما يجب استخدام مريلة أحادية الاستخدام لكل عميل، بالإضافة إلى استخدام المناديل الورقية بدل الفوط متعددة الاستخدام لتجنب العدوى، فضلاً عن عدم استخدام مستلزمات العناية بالأظافر والقدمين لأكثر من عميل.
لا يخفى على المواطن أن إحدى البؤر الخطيرة لنشر العدوى ونقلها من شخص لآخر هى صالونات الحلاقة والتجميل والنوادى الصحية، وأيضا عيادات الأسنان، لهذا اهتمت وزارة الصحة بالقيام بحملات متابعة لاستكمال المبادرة بمحافظات بورسعيد والإسماعيلية والدقهلية والغربية والشرقية والجيزة وبنى سويف والأقصر وأسوان. وتغطى كافة المحافظات على مراحل، لكن من المهم أن يبادر المواطن بمتابعة ذلك بنفسه، فلا يقبل أن يعالج أسنانه مثلا دون تعقيم الأدوات، ولا يقبل أن يحلق بموسى استعمله الحلاق مع غيره، ولا يقبل أن ينشف بفوطة استعملها غيره، نريد حملات ممنهجة تستهدف نشر الوعى الصحى العام، سواء من منظمات المجتمع المدنى أو الإعلام أو الحكومة، كلنا فى مركب واحد خوفا على صحة المجتمع المصرى.
دعاء: ربى أسألك خير ما فى هذا اليوم وخير ما بعده.