عمرو درويش - عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
عمرو درويش - عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين


سد الأزمة (1)

بوابة أخبار اليوم

السبت، 23 نوفمبر 2019 - 12:46 م

لاشك أن الخلاف على مياه نهر النيل هو خلاف تاريخي يمتد لأكثر من 117 سنة، بدأت ملامحه منذ الاتفاقية الأولى لتقسيم مياه النيل والتي وقعت عام 1902 في أديس أبابا، ونصَّت على عدم إقامة أي مشروعات - سواءٌ على النيل الأزرق، أو بحيرة تانا ونهر السوباط، مرورا بالاتفاقية التي وقعت بين بريطانيا وفرنسا عام 1906. وفي عام 1929 ظهرت اتفاقية أخرى تتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه النيل، وأن لمصر حق الاعتراض في حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده، كما نصت على تنظيم استفادة مصر من بحيرة فيكتوريا والاتفاق على تخصيص نسبة 7.7٪ للسودان و92.3٪ لمصر. 
وبرغم نجاح مصرعلى مدار السنوات الماضية في إعادة العلاقات المصرية الإفريقية إلى سابق عهدها، وقدمت العديد من المبادرات من أجل تنمية إفريقيا وتقوية العلاقات مع دول حوض النيل، إلا أن إثيوبيا دأبت على القيام بالعديد من المحاولات المتكررة لفرض الهيمنة على مياة النيل الأزرق من خلال إنشاء ما عرف اصطلاحاً "سد النهضة "، مستغلة ما كانت عليه البلاد من اضطرابات منذ عام 2011 لفرض أمر واقع والإضرار بحصص مصر والسودان في مياه النيل لتزيد من تفاقم أزمة الفقر المائي التي لا تعاني منها مصر فقط بل شعوب العالم أجمع.
ولعل إصرار الجانب الإثيوبي على بناء السد يثير العديد من التساؤلات ويدق ألاف النواقيس حول الهدف الاساسي من بناءه، فالتقارير أثبتت عدم جدوى اقامته بالشكل الحالي، كما أن التحذيرات التي انطلقت من جميع الخبراء والمكاتب العالمية المتخصصة حذرت وبشدة من أن بناء السد سيصيب ألاف الأفدنة بالبوار والدمار، كما أن تشييده في المنطقة الحالية غاية في الخطورة وينذر بانهيار السد في أي وقت واختفاء مدن بأكملها ستغمرها المياه القاتلة المندفعة من وراء السد، فضلا عن الانخفاض الخطير في نسبة معدل أمان السد لتصل إلى 1.5 رختر مقارنة بالمعدلات العالمية الطبيعية. 
إن النيل سيظل خالداً يربط دول الجنوب بالشمال بروابط تاريخية وجغرافية، وإذا كنا نقر بحق شعوب القارة الإفريقية وحوض النيل في الاستفادة من مواردها وتحقيق أمالها في حياة كريمة، فإننا أيضا نؤمن بأن حق مصر في مياه النيل أمر لايقبل تأويلاً أو تبريراً، كما أن الدفاع عن حقوقنا بكافة السبل أمر بديهي لا يحتمل تأخيراً أو تقصيراً. إن على أشقاءنا في إثيوبيا وحوض النيل أن يعلموا يقيناً بأن شعب مصر لن يفرط أبدا فى حقوقه التاريخية فى مياه نهر النيل فهي - كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي - مسألة حياة وقضية وجود.


عمرو درويش
عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة