أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

‏‫الشيخ راشد.. الاستثمار فى الشباب

أسامة عجاج

السبت، 23 نوفمبر 2019 - 06:51 م

أحاول أن أفصل بين «الصداقة» التى تجمعنى بالشيخ راشد بن عبدالرحمن آلِ خليفة سفير البحرين فى القاهرة، الذى أنهى عمله منذ ايام قليلة وعمرها ١٥ عاما، وبين «الرؤية الموضوعية» لتجربته كسفير لبلاده والمندوب الدائم لها، والمستمرة منذ اكثر من ثمانى سنوات، وسأبدأ بالأخيرة، ماذا تتوقع من شاب نابه لم يتجاوز الـ٣١ عاما من عمره، مثل ظاهرة واستثناء فى تاريخ العمل الدبلوماسى العربى فى مصر، ولكن قيادة بلاده وجدت فيه من القدرات التى تؤهله لاحدى المهام الصعبة، فى توقيت عصيب على المنطقة العربية، وهو تولى مسئولية سفارة البحرين والمندوب الدائم لها فى الجامعة العربية، والقاهرة هى عاصمة القرار العربي، احدى اهم الدول المحورية فى المنطقة وكان الاختيار فى ١٢ يناير ٢٠١١ - لاحظ التاريخ - وبدأ عمله فى سبتمبر من نفس العام، جاء إلى القاهرة ورياح الربيع العربى العاتية تجتاج المنطقة، ووصلت إلى العديد من العواصم العربية ومنها القاهرة، تحدٍ صعب على اى دبلوماسى خاصة فى التعاطى مع تلك المتغيرات السريعة، فما بالك وهى المهمة الاولى له بعد انتقاله من وزارة الاعلام مسئولا عن الإذاعة والتليفزيون، بعد ان حقق نجاحات ملحوظة هناك، إلى وزارة الخارجية، قضى الشيخ راشد أشهره الاولى مع المجلس العسكرى الذى أدار البلاد، وكان شاهدا على عام العواصف العاتية والازمات السياسية فى الفترة من يونيه ٢٠١٢ إلى يونيه ٢٠١٣، والتى فرضت عليه التعامل فى حقل ألغام، وصراعات سياسية وخلافات بين كافة التيارات السياسية والرئاسة فى ذلك الوقت، كان الشيخ راشد شاهدا على مصر خلال السنوات الاخيرة، وأعتقد ان أمامه فرصة لكتابة كتاب عن رؤية دبلوماسى لفترة هى الاهم فى تاريخ مصر الحديث، اتمنى ان يفعلها.
علاقتى بالشيخ راشد ممتدة منذ ١٥ عاما، بدأت تحديدا منذ قمة المنامة لقادة دول مجلس التعاون فى ديسمبر ٢٠٠٤، وكنت قادما من الرياض كمدير لمكتب دار اخبار الْيَوْمَ فى العاصمة السعودية، عرفته شابا نابها فى الاعلام الخارجي، ورغم انتمائه إلى أسرة آلِ خليفة، ولكن ملاحظتى الاولى عليه كانت التواضع الجم، والقدرة على التواصل مع كل ضيوف وزارة الاعلام، والرغبة فى النجاح، من يومها لم تنقطع الاتصالات، سواء فى المنامة مع تعدد زيارتى لها، او عندما بدأ مهمته فى القاهرة، وقد افضى لى بتعيينه قبل صدور المرسوم الملكي، تجاوزت العلاقة حدود صحفى بمصدره، إلى صداقة حقيقية، وتعززت طوال السنوات الثماني الماضية لقاءات لا تحصى، فى مكتبه فى السفارة أو خارجه، جلسات الحوار بيننا لم تنقطع، حول الشأن السياسى العربى والخليجي، وجلها لم تكن للنشر، «فمحرر الشئون العربية يعرف اكثر مما يكتب»، «والمجالس أمانات».
والتقييم الموضوعى لسنوات الشيخ راشد الثماني فى القاهرة، تدعوه إلى الفخر بما أنجز على صعيد تعزيز العلاقات بين مصر والبحرين وهى مهمته الاساسية، حيث اشرف على الترتيبات الخاصة للعديد من الزيارات التى قام بها الملك حمد بن عيسى إلى مصر، منذ توليه المنصب وتصل إلى حوالى عشر، أهمهما زيارة الملك كأول زعيم خليجى بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣، كما تابع زيارتى الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المنامة عامى ٢٠١٧ و٢٠١٨، وساهم فى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من خلال تنظيم لقاءات رسمية بين الوزراء فى البلدين، وعقد لقاءات مشتركة لرجال الاعمال فى البلدين، وآخرها فى شهر اكتوبر الماضي، حتى ارتفع ترتيب استثمارات البحرين فى مصر إلى المستوى الـ١٤، وتصل إلى حوالى ٣ مليارات دولار، ناهيك عن مشاركته فى مئات الاجتماعات فى إطار عمله كمندوب للجامعة العربية، ناقشت التحديات والقضايا العربية.
يغادر الشيخ راشد القاهرة، وأمامه مستقبل زاهر، ملامحه قدرات شخصية، وروح شابة، ورغبة فى النجاح، وخبرات كبيرة فى العمل الدبلوماسي، استمدها من سنوات عمله فى القاهرة، بالاضافة إلى انه سفير غير مقيم فى العديد من الدول المحيطة. استثمرت البحرين فى السفير الشاب فأثبت أنه يستحق، وأنه أهل لذلك.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة