صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

أطباء الأسنان لماذا يعلنون عن أنفسهم؟!

صبري غنيم

الأحد، 24 نوفمبر 2019 - 07:26 م

 

- جمعنى لقاء مع صديقى الخبير السياحى محمد عثمان وهو من الشخصيات المحبوبة بين جموع الصحفيين وبالذات جيل العمالقة، وسألته عن طبيب الأسنان الذى يتابع معه، فاجأنى بأنه يعالج أسنانه فى ألمانيا وبالذات فى المستشفيات الجامعية، والعلاج عندهم أرخص من العلاج عندنا، وكثير من المصريين عرفوا الطريق إلى المانيا بعد أن فقد معظمهم الثقة فى أطباء الإعلانات.. الذين يعلنون عن أنفسهم على أعمدة الإنارة فى الشوارع وعلى صفحات الفيسبوك بطرق استفزازية.. وإن كان لهم عذرهم بسبب الكساد الاقتصادى الذى أصاب معظم جيوب المصريين، ولكى نذهب لطبيب الأسنان نفكر فيمن له الأولوية.. طبيب القلب أم طبيب الأسنان..
- لم نسمع عن أطباء زمان وبالذات الأسماء الرنانة أن لجأ أحدهم إلى الإعلانات مثلا المرحوم الدكتور محمد الظواهرى كان المرضى يقضون ليلتهم على سلم العمارة للحجز مبكرا فى الصباح، وغيره وغيره من الأسماء الرنانة مثل الدكتور المرحوم أنور المفتى والجراح الكبير الدكتور احمد أبو ذكرى ودكتور المخ والأعصاب الدكتور خيرى السمرة وأستاذ جراحة الأنف الدكتور هاشم فؤاد وغيرهم من مئات الأطباء فى جميع التخصصات فكانت عياداتهم أشبة بسوق الخضار من زحمة المرضى..
- المشكلة الآن فى التقليعة الجديدة، للذين يعلنون عن زراعة الاسنان فى 9٠ دقيقة لجذب الزبائن، ثم نرى طبيب أسنان مع نجمة سينمائية لا تمانع من ظهورها لأنها استفادت من علاج أسنانها مجانا، وحسب مرات الظهور على الفيس بوك تعرف إذا كان قد أجرى لها زرع أسنان أو تركيب تلبيسة «لولي» يطلقون عليها «Hollywood Smile»..
- بصراحة إعلانات أطباء الأسنان عن أنفسهم بهذه الصور أفقدتنى الثقة فى أن أجد طبيب أسنان أرتاح له.. قد تسألوننى عن طبيبى الذى كنت أتابع معه فأقول رجلا يعتبر حجة فى زرع الأسنان، وهو أول من أدخل هذه الزراعة إلى مصر مع أن مدرسته فى جراحة الأسنان بالاسكندرية ومع ذلك يتنقل ما بين الاسكندرية موطن رأسه وأمريكا، حيث أصبح الدكتور وهيب موسى مقيما دائما عندهم، ولأن حالتى حرجة تحتاج إلى متابعة، فأصر الدكتور وهيب أن يسلمنى لمن ينوب عنه فى غيابه فاعتذرت، ولازلت أبحث عن اسم لم يدخل فى زفة الإعلانات..
- الغريب أننى أتابع عناوين أطباء الأسنان، منهم من يعمل فى مدينة نصر ومعظم زبائنه من الفنانين والفنانات، ومنهم من يعمل فى المهندسين ويعلق يافطة على عيادته يعتذر عن قبول مرضى جدد لضيق الوقت.. لذلك وجدت نفسى متجها للاستسلام لنصيحة صديقى الخبير السياحى محمد عثمان وقررت أن أرتب سفرى إلى المانيا، ولى تجربة مع الألمان منذ عشر سنوات، كنت فى زيارة لكلية طب الأسنان بجامعة ميونيخ، وفى أحد المعامل التقيت بطبيب جراح متخصص اسمه ميلاد برسوم، وهو فى الأصل مصرى وحاصل على الجنسية الالمانية ويقوم بالتدريس فى طب الأسنان، دعانى للجلوس على كرسى الفحص، وأخذ يفحص أسنانى ثم التقط لى عدة صور وأبدى استعداده لعلاج بعضها فسألته عن قيمة الفاتورة فقد أبديت مخاوفى خشية أن يطالبنى بمبلغ ليس فى مقدوري، قال كل الذى سأدفعه هو خمسين يورو مقابل الفحص وعمل اللازم، والذى سيقوم به سيكون هو اللازم، وبدأ العلاج وأمضيت ما يقرب ساعة ثم اتجهت إلى الخزينة ودفعت خمسين يورو يعنى «400 جنيه مصرى تقريبا»ً، طلب منى أن أتابع معه فى اليوم التالى لكن للأسف كنت على موعد مع طائرة العودة إلى القاهرة.. سألت نفسى لو كنت فى عيادة من عيادات اطباء الفنانين كم سأدفع.. أكيد رقماً مفزعاً..
- وللحق أول كلية طب أسنان فتحت أبوابها للمواطنين كانت بجامعة الاسكندرية على أيام الدكتور الحضرى «رحمه الله»، على اعتبار أنها تضم عتاولة أطباء الأسنان، نفس الشئ أصبح فى طب أسنان القاهرة.. وطب أسنان عين شمس فهم يستقبلون مرضى الأسنان بأجور رمزية جدا تتناسب مع جيوب محدودى الدخل.. وبعيدا عن استغلال أطباء الإعلانات..

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة