اليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة
اليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة


مواقف «طلعت حرب» في قضية حرية المرأة.. هجوم واعتدال واتهام بالرجعية

ريم الزاهد

الإثنين، 25 نوفمبر 2019 - 12:09 م

يحتفل العالم باليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة في ذكراه الـ26، والذي يتزامن مع ذكرى ميلاد الاقتصادي الكبير طلعت حرب باشا، والذي شهد التاريخ على مواقفه العديدة في مختلف المجالات ومنهم قضية حرية المرأة التي طالب بها قاسم أمين، ونظر إليها في ذلك الوقت بأنها لا تتناسب مع المرأة في مصر.

«قاسم أمين وحرية المرأة والحجاب»..

في عام 1898 كانت بداية قاسم أمين نحو تحرير المرأة والدعوة لفك القيود التي تغل حريتها من وجهة نظره، وأصدر كتاب "تحرير المرأة" حيث لقي هذا الأخير معارضة شديدة من البعض وأبرزهم مصطفى كامل وطلعت حرب الذي قال :" أول شيء طرأ على ذهننا حين قرأنا الكتاب _ تحرير المرأة _ ورأينا الناس أخذت تسلق حضرة المؤلف بألسنة حداد ويحملون عليه وعلى كتابه حملات لم نتعودها على مؤلف غيره من قبل أنه لا بد في الأمر من شيء مهم حمل الناس على ذلك إذ لا يمكن أن يجتمع كل الناس على ضلالة فأخذنا نسأل ونتساءل ونبحث ونتناظر حتى علمنا أن هياج الرأي العام على حضرة المؤلف ناتج مما هو راسخ في أذهانهم من أن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا من قديم الزمان لغاية في النفس يدركها كل من وقف على مقاصد أوروبا بالعالم الإسلامي، ثم يقول: إن الدين الإسلامي لا يمنع مطلقا من تعليم المرأة وتربيتها وتهذيبها بل هو يحض على ذلك ويأمر به".

وأصدر طلعت حرب كتابه تربية المرأة والحجاب رداً على كتاب قاسم أمين، وبعد عامين صدر الكتاب الثاني لقاسم أمين "المرأة الجديدة" قام طلعت حرب بالرد عليه وإصدار كتابا آخر بعنوان "فصل الخطاب في المرأة والحجاب" والذي أشاد به الزعيم مصطفى كامل في مقالاته المنشورة بجريدة اللواء.

لم تكن خصومته الفكرية مع قاسم أمين على قضية التحرير الأدبي للنساء وإنما كانت تتمركز حول مخاطر هذه الطفرة الطارئة التي لا مبرر لها في حياة النساء وما وراء هذه الطفرة من شر قد يستغله الدخلاء لتحقيق مصالح مادية ومعنوية، خاصة وأنه يعتبر أن قاسم أمين قد انطلق في قضية تحرير المرأة من المرجعية الغربية التي تسعى للنيل من الهوية الإسلامية.

بالرغم من موقف طلعت حرب من دعوات قاسم أمين وكتاباته، إلا أن نقطة الخلاف كانت في فكرة السفور الذي كان يعتبره البعض عائقاً لحرية المرأة وطالب بإزالته، فكان طلعت حرب يعتبر أن القضية الرئيسية لا تتعلق بحجاب المرأة إنما في تعليمها والتي أشار إليها في كتاب "تربية المرأة والحجاب"، وبالرغم من أفكار طلعت حرب التي أعتبرها البعض نوعاً من الرجعية إلا أن البعض وصفها بأنها تميل إلى الاعتدال.

قام الاتحاد النسائي في أبريل من عام 1928 بالاحتفال بالذكرى العشرينية لذكرى قاسم أمين بمسرح حديقة الأزبكية، وتم دعوة طلعت حرب لها وقبل الدعوة، وعند وصوله للحفل ورغم حسن التنظيم إلا أنه سأل المنظمين «وأين أماكن النساء؟»، وهو ما فسره المفكرون أن طلعت حرب ليس لديه اتجاهات سلبية نحو نشاطات المرأة، إنما كان يستهدف المحافظة على العادات والثوابت الموجودة بالمجتمع، واستشهدوا بقرار طلعت حرب بضرورة المشاركة النسائية الدائمة في جميع حفلات بنك مصر واجتماعاته.

كذلك عقب إنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما "ستديو مصر" كانت أولى المشاركات نسائية وأبرزهم: أم كلثوم وأسمهان وفاطمة اليوسف وعزيزة أمير، وفي عام 1932 بعد أن قام طلعت حرب بتأسيس مدرسة الطيران، التحقت بها الآنسة عصمت فؤاد بتشجيع عمها الذي توسط لها عند طلعت حرب، كذلك التحقت به لطفية النادي والتي استطاعت الحصول على إجازة الطيران في عام 1933 لتصبح أول فتاة مصرية عربية أفريقية تحصل على هذه الإجازة، وثاني امرأة في العالم تقود طائرة منفردة، والتي قام طلعت حرب فيما بعد بتكريمها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة