صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


العنف ضد المرأة| اضطهاد وقصص واقعية لـ«العنف الجنسي»

منى إمام

الإثنين، 25 نوفمبر 2019 - 06:27 م

 

تعاني الكثير من السيدات في بعض المجتمعات من عدة مشكلات، أهمها قضايا ممارسة العنف، والتي تعرضت لها المرأة في العديد من العصور على مر التاريخ.

 

ولمواجهة مختلف أشكال العنف التي تمارس ضد المرأة، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر من كل عام، يوما دوليا للقضاء على العنف ضد المرأة، بعد أن أعلنته بعض الناشطات السياسيات كيوم للقضاء على العنف.

 

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الحكومات، والمنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية لتنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس حول حجم المشكلة، ومنها الاغتصاب، والعنف المنزلي، وختان الإناث، وأشكال أخرى متعددة للعنف.

 

يتزامن هذا التاريخ مع ذكرى عملية الاغتيال الوحشية التي تعرض لها الأخوات ميرابال الناشطات السياسيات عام 1960 في جمهورية الدومينيكان، بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو .

 

ومن حالات العنف التي مازالت تمارس في حق المرأة المصرية، تعرض «بوابة أخبار اليوم» بعض القضايا التي يبحثها المجلس القومي للمرأة، حيث تقدمت السيدة و . ج من محافظة الدقهلية لمكتب شكاوى المرأة طلبًا للمساعدة في رفع دعوى خلع من زوجها بعد زواج دام اكثر من 15 عام، تعرضت خلالهم لإساءة معاملتها بشكل غير آدمي، حيث يقوم الزوج باستخدام العنف الجنسي، بالإضافة لتعديه عليها بالحرق عدة مرات مستخدما الشموع، كما يتعدى على الأبناء بالضرب والتعذيب، بالإضافة لعدم الإنفاق التام عليهم واختراق خصوصيتهم بشكل مرضي لدرجة اقتحام دورات المياه، ومنعهم من مغادرة المنزل.

 

قالت الشاكية إنها حاولت التفاهم مع الزوج بالطرق الودية ولكن بلا جدوى، ثم رفعت عدة دعاوى للطلاق منه، ولكنها كانت تتنازل عنها خوفا من تهديده لها بإبلاغ بتلفيق قضية، مستغلا في ذلك معارفه ونفوذه وعلاقات عائلته.

 

وفي قصة أخرى، لجأت سيدة ن . خ لمكتب الشكاوى محافظة المنوفية، تطلب مساعدتها في اثبات قيد طفلتها حيث رفض الزوج "والد الطفلة" قيدها وإثباتها إثر وجود خلاف بينها وبين أهله.

 

قام الزوج خلال إحدى الخلافات مع زوجته، بإلقاء القمامة عليها وطردها من المنزل بدون أي متعلقات ورفض تسجيل الطفلة؛ مما أدى إلى عدم حصولها على التطعيمات مما تسبب في إصابة الطفلة بالتواءات وتقوسات بالقدم نتيجة عدم حصولها على اللقاحات المخصصة.


ومن جهة آخرى، كشف مسح أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان عام 2015 حول أحوال المرأة المصرية، أن واحدة بين كل 3 نساء يتعرضن للعنف سواء جنسيا أو جسديا أو ايذاء نفسي "ثلث نساء مصر تقريبا تتعرض للعنف"


قامت «بوابة أخبار اليوم» بمناقشة نتائج المسح مع خبراء اجتماعيين ونفسيين، حيث قال د.عاصم عبد المجيد حجازي مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن العنف ضد المرأة يعتبر من الظواهر التي تبذل المجتمعات المتحضرة الكثير من الوقت والجهد للقضاء عليها، حيث يعتبر العنف بصفة عامة والعنف الموجه نحو المرأة بصفة خاصة دليلا على التخلف الاجتماعي والثقافي، وهو نوع من التنمر والاستقواء يوجهه الرجل نحو المرأة ومن الأهمية الإشارة إلى الأسباب النفسية التي ينشأ عنها هذا النوع من العنف حتى يمكن وضع الخطط العلاجية المناسبة.

 

الاضطرابات الشخصية

وأوضح د. عاصم عبدالمجيد أن على رأس أسباب ممارسة العنف ضد المرأة، اضطرابات الشخصية وانعدام تقدير الذات وانعدام الثقة بالنفس بالإضافة إلى الشعور بالنقص لدى الرجل فيلجأ لتعويض ذلك بالمظاهر التي تميزه والتي يستطيع بها إعادة ثقته في نفسه – من وجهة نظره – ولا يجد وسيلة سوى ممارسة الاستقواء والعنف ضد المرأة، فالشخص الذي يمارس العنف ضد المرأة ضعيف الشخصية وليس قوي الشخصية كما يظن.

 

النظرة المتدنية للمرأة

وأضاف أن أسباب ممارسة العنف ضد المرأة قد تتضمن النظرة المتدنية إلى للأنثى واعتبارها من قبل البعض مسلوبة الحرية والإرادة والعقل وأن مهمتها التي خلقت لأجلها هي إنجاب الأولاد وإسعاد الزوج وخدمته وفقط أن الزوج تنحصر مسؤولياته في الناحية المادية وفقط وهذا بلا شك نتيجة لفهمهم الخاطئ للدين وتفسيرهم للنصوص الدينية تفسيرا ظاهريا خاطئا بعيدا كل البعد عن صحيح الدين، كما أن من الأسباب المهمة أيضا نمط التنشئة الاجتماعية الخاطئ، فالشاب الذي ينشأ في أسرة وضعت على عاتق الأنثى كل المسؤوليات والتكليفات المنزلية وتعاملت معها كخادمة ليس لها حقوق ومنحت في الوقت ذاته كل الحقوق والامتيازات للذكور هو شاب مرشح بدرجة كبيرة لممارسة العنف ضد المرأة لأنه تربى على اعتبارها خادما مطيعا بلا رأي ولا حقوق.

 

المورث الثقافي

وأشار د. عاصم حجازي أنه يلحق بهذا السبب سبب آخر مرتبط به وهو العادات والتقاليد والموروث الثقافي الشعبي الذي يشجع ويدعم العنف ضد المرأة وهو ما نراه واضحا في كثير من المثال الشعبية من مثل "اكسر للبنت ضلع يطلع لها اثنين " وغيرها من الأمثال والتي تضع على عاتق المثقفين والإعلام المسؤولية الكاملة في إعادة تنقية التراث الثقافي من كل مظاهر العنف ضد المرأة .

 

وأضاف أنه من ضمن هذه الأسباب أيضا الاستكانة والضعف الذي تبديه المرأة في كثير من الأحوال ورغبتها في تجنب المواجهة وقبولها لأن تكون ضحية للعنف الذي يمارس ضدها واعتقادها بأن هذا العنف أمر طبيعي وجهلها بحقوقها وضعف شخصيتها , وهو الأمر الذي يشجع الرجل على ممارسة العنف ضدها , بل وينتقل شعورها هذا إلى الرجل فيضفي شرعية على ما يمارسه نحوها من عنف.

 

وأشار إلى أن هناك بعض الأسباب العارضة التي قد تؤدي إلى ممارسة العنف ضد المرأة والتي تشمل بعض المشكلات المادية والخلافات الأسرية والتي يزول أثرها فور انتهاء هذه المشكلات ولكن بشرط أن يتم اتخاذ موقف حاسم لمواجهة العنف الذي قام به الرجل تجنبا لتكراره إذا تكررت المشكلات مرة أخرى.

 

تكريم الله سبحانه وتعالى للمرأة

ومن ناحية أخرى، قالت استشاري الصحة النفسية والأسرية د. ولاء شبانة، إن الله سبحانه وتعالى كرم المرأة في كل الأديان السماوية وأوصى بالرفق في معاملتها، والتعامل معها بالرحمة واللين ونبذ العنف في كل التعاملات مع المرأة مهما حدث من اختلاف في وجهات النظر.

 

أسباب العنف ضد المراة

وأضافت أن هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى العنف ضد المرأة في المجتمع واضطهادها منها ثقافة المجتمع وهي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة العنف ضد المرأة سواء فتاة أو سيدة وهي ثقافة تعبر عن جهل بحقوق المرأة وطرق التعامل معها والتفاوت في المستوى الطبقي والثقافي بين الرجل والمرأة وهذا يولد اختلاف في طريقة التفكير خاصة إذا كانت الدرجة العلمية أو الثقافية عند المرأة أعلى من الرجل مما يخلق حاجزًا نفسيًا عند الرجل ويسبب انهزامية تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر لإهانتها أو تجرحيها والاعتداء عليها لفظيا أو معنويا أو جسديا، فلابد أن تهتم المرأة باختيار شريك حياتها وأن لا يكون هناك تفاوت طبقي الذي يؤدي إلى مشاكل كثيرة

 

المرأة سبب العنف ضدها

وأوضحت أن بعض الأسباب تكمن في المرأة نفسها عندما لا تعلم حقوقها وواجباتها وحقوقها الشرعية، فتكون دائما مستهينة بحقوقها وتتسامح اعتقادا منها أن هذا الشئ من الممكن أن يتغير والوضع يتحسن أو أن ليس لها حق أن تتكلم ففي هذه الحالة تتمتع بخضوع يؤدي إلى أن الطرف الاخر يتدافع نحوها بالقسوة والعنف أكثر.

 

التربية والتنشئة الاجتماعية

وأشارت د. ولاء شبانه إلى أن التربية والنشئة الاجتماعية تعد من ضمن الأسباب حيث أن التربية التي ينشأ فيها الإنسان دائما تمثل العامل الأقوي في تشكيل العنف عند المجتمع والأشخاص بشكل خاص، خاصة إذا كانت هذه البيئة قائمة على العنف فمثلا عندما يري الطفل العنف في أسرته منذ صغره وبيئته مشبعة بالعنف والضرب والإهانة من المنتظر عند الكبر أن يكون وليد هذه النشأه ويكون له رد سئ تجاه المرأة وهي أيضا يكون لها خضوع أكثر وأكثر لأنها تربت على أنه شئ عادي


الأحوال الاقتصادية أول عوامل العنف

واستطردت أن هناك أيضا عوامل إقتصادية تمثل 45% من حالات العنف مسجلة ضد المرأة عالميا بسبب سوء الأحوال الإقتصادية فهي تعد العامل الأول في الخلافات الأسرية والتعدي إلى العنف من الممكن أن الرجل يعلم أنه المسئول الأول والأخير اقتصاديا عن الأسرة فالإثقال عليه بشكل أو بأخر يجعله يظهر العنف ضد المرأة


الكارثة وراء العنف ضد المرأة

وأوضحت د. ولاء شبانة أن هناك كارثة وهي أن هذا العنف يتولد عنه نتائج سيئة فعندما يتعامل الرجل بعنف مع زوجته أو أخته يجعلها تتمرد على الحياة وأول شئ تتخلي عن عواطفها الإنسانية وليس لديها ثقة بنفسها ويترتب على ذلك فقدان قدراتها الذاتية على أن تطور من نفسها ومن حولها ويؤدي إلى اضطراب الحياة الزوجية وعدم تمكنها بأن تقوم بدورها بشكل سوى، وأيضا القلق والتراقب الدائم للمشاكل وعدم الشعور بالأمان والراحة وظهور الأمراض النفسية والجمسانية التي سببها سوء النفسية ذلك ليس من مصلحة الرجل أن يتعامل بعنف وقسوة ضد المرأة لأن المردود السئ عليها وعليه أيضا وعلى أسرته وقد يتولد عند المرأة عقدة من الرجل باعتباره هو السبب في المشكلات التي تمر بها، والأهم أن الأطفال سيمرون بمشاكل نفسية كبيرة مثل الاكتئاب والعزلة وعدم الرغبة في التواصل مع الاخرين والخوف الدائم ممن حولهم ويكون عدواني كما أنه يسبب تشتت أسري وضياع وفي النهاية يسبب هدد مجتمع بالكامل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة