مصطفى يونس
مصطفى يونس


بالبلدى

صحة الجيزة وآهات المرضى

مصطفي يونس

الإثنين، 25 نوفمبر 2019 - 08:09 م

قد تجد تقصيرا فى أى مصلحة حكومية.. وقد تجد إهمالا فى بعض المصالح الخدمية.. لكنك إذا أردت أن ترى البؤس، والأوجاع، واللامبالاة، والموت البطىء فتوقف قليلا أمام أى مستشفى حكومى، خاصة فى الجيزة، فبعض المستشفيات الداخل مفقود والخارج مولود.. ولا تتعجب من ذلك لأن المسئولين يفضلون الجلوس كثيرا فى المكاتب حتى لا يطلب منهم أحد مساعدة أو يلجأ إليهم مغلوب على أمره، إذهب وبصحبتك اى مريض إلى المستشفى.. سترى جميع مراحل الموت أمام عينيك.. رقابة غائبة.. أطباء بلا ضمير.. عشوائية فى التعامل.. زحام وكأنك فى محطة رمسيس..
يا سادة : صحة المواطن قضية أمن قومى.. لكننا أهملناها.. بعض الأطباء الآن لا يدخلون المستشفيات إلا دقائق معدودة.. فقط ستجدهم فى العيادات الخاصة حيث التسعيرة التى تقصم ظهر المريض.. والعلاج الذى يحرمه من أكل اللحمة لمدة شهر.. وأيضا وكيل الوزارة ومديرو المستشفيات يجلسون فى مكاتبهم، لا يردون على الهاتف، لا يقابلون أحدا، وكأنهم يتحكمون فى حياة المواطنين.. الوضع الصحى فى بلدنا يحتاج إلى إعادة هيكلة جذرية. إلى وزير ينزل إلى المستشفيات ليرى الحالات القاسية والأوجاع المزمنة.. إلى وكيل وزارة يخرج من مكتبه ليفتش على المستشفيات ويرى أحوال المرضى.. نحتاج أن يسير الجميع على نهج الرئيس عبد الفتاح السيسى، فليس من المعقول أن يكون رئيس الدولة كل يوم فى جولات واجتماعات ولقاءات داخلية وخارجية من أجل الوطن والمواطن، ووزارة الصحة بوكلاء وزارتها ومديرى مستشفياتها فى نوم عميق مثل أصحاب الكهف إلا ما رحم ربى.. أيها المسئولون عن الصحة فى بلادنا، لدينا مرضى فى إمبابة تموت فى الطوارئ من الإهمال.. لدينا نقص فى الحضانات وفى الرعاية بجميع أنواعها، لدينا نقص فى الأطباء، لدينا بطء فى قرارات العلاج على نفقة الدولة.. نحتاج إلى وزير ووكلاء وزارة ومديرى مستشفيات يتعاملون بعيدا عن الروتين القاتل.. يعرفون أن الطب رسالة منحها الله لهم ليكونوا ملائكته فى الأرض.. وليست «جزارة» لينهشوا جسد المريض.. والأمثلة بالآلاف.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة