عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

حصار للإسلام السياسى !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 25 نوفمبر 2019 - 08:12 م

ما الذى يجمع بين الانتفاضات الشعبية فى كل من لبنان والعراق ؟
هذا سؤال قد تختلف الاجتهادات فى الإجابة عليه.. فقد يرى البعض أن مايجمع بينهما هو الاستمرارية، حيث لم تفلح استقالة حكومة الحريرى فى لبنان فى وقف انتفاضتها، ولم تنجح وعود حكومة العراق بالتصدى للفساد فى تهدئة الشارع العراقى.. فإن ثمة إصرارا على تحقيق المطالَب الشعبية.. وقد يرى آخرون أن ما يجمع ما بين مايحدث فى لبنان والعراق هو تجاوز الطائفية فى كلا البلدين، بل ورفضها.. حيث انخرط أبناء الطوائف المختلفة دينيا معا فى الانتفاضة، يرددون ذات الهتافات، ويرفعون ذات الشعارات، ويطالبون بذات المطالب الواحدة.. كما قد يرى فريق ثالث أن ما يجمع ما بين الانتفاضة فى لبنان والانتفاضة فى العراق هى المعاناة من الأحوال الاقتصادية والمعيشية الصعبة التى لم يعد كثير من العراقيين واللبنانيين قادرين على تحملها، فى ظل فساد غاشم فج لا يبالى بافتضاح أمره !
وكل هذا صحيح تماما ولا يستطيع أحد إنكاره لأنه ماثل امام الأعين وبشكل واضح لا يقبل الإنكار او التغاضى عنه.. غير انه بجانبه يمكننا ايضا ان نضيف أمرا آخر يجمع بين ما يحدث فى لبنان وما يحدث فى العراق، وهو الرفض الجماهيرى لتيار الإسلام السياسى.. وقد ظهر ذلك جليا فى لبنان عندما اندلعت المظاهرات فى المناطق التى تحت سيطرة حزب الله اللبنانى، وهو حزب من تنظيمات الإسلام السياسى، الطبعة الشيعية.. كما ظهر ذلك بشكل واضح أيضا بالعراق فى إخفاق كل التشكيلات السياسية ذات الطبيعة الدينية فى احتواء الانتفاضة أو تهدئة الشارع العراقى، فى ظل رفض ظاهر لهذه التشكيلات
وكل هذا يُبين أن الإسلام السياسى فى منطقتنا، توقف عن الصعود الذى حظى به منذ السبعينيات من القرن الماضى وبدأ مرحلة تراجع له، وهو يقاوم الآن حتى لا يفضى هذا التراجع إلى مرحلة هبوط كامل.. ويعزز ذلك ما سبق أن شهده السودان الذى تخلص من أحد أنظمة الإسلام السياسى بثورته، وما شهدته أيضا إيران التى تم فيها مؤخرا حرق صور الخومينى الزعيم الدينى الكبير للثورة الإيرانية، والمرشد الإيرانى الحالى خامئنى، وأيضاً ما سبق أن شهدته تركيا مؤخرا فى الانتخابات البلدية والمحلية، حينما فقد حزب إردوغان الدينى العديد من حكم المدن التركية الكبيرة.
ولا ينتقص من هذا الاستنتاج تمكن حزب دينى، هو حزب النهضة فى تونس من السيطرة على السلطة التنفيذية والتشريعية بها، أو ذلك النشاط المستمر والمتصاعد للإخوان الذى يستهدف استعادة السلطة التى فقدوها فى مصر قبل نحو ست سنوات ونصف مضت..
ففى تونس كشفت الانتخابات الأخيرة التى جرت فيها عن فشل المرشح الرسمى لحزب النهضة فى الانتخابات الرئاسية، وتراجع عدد المقاعد البرلمانية التى حصل عليها فى البرلمان التونسى الجديد، بالمقارنة للبرلمان السابق، ولولا تشرذم القوى المدنية لما حانت للغنوشى الفرصة لتشكيل الحكومة أو تولى رئاسة البرلمان الجديد.. أما نشاط إخوان مصر الذى لم يتوقف فهو يرجع إلى ما يتلقونه من دعم قوى لم يفتر حتى الآن من دول وحكومات وأجهزة مخابرات، تستهدف مصر أساسا وتريد النيل منها ومنع المصريين من إعادة بناء دولتهم لتكون قوية وذات مكانة وقوة ونفوذ فى محيطها الإقليمى، حتى تتاح الفرصة لها لفرض هيمنتها على منطقتنا.
باختصار.. الإسلام السياسى فى منطقتنا بدأ التراجع شعبيا، وبداية هذا التراجع كانت فى مصر يوم ٣ يوليو ٢٠١٣.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة