الإثنين، 25 نوفمبر 2019 - 08:16 م

لم يهن الإسلام برسالته السماوية المرأة، بل كرمها أفضل تكريم، ولنا فى السيدة مريم القدوة التى أنزل الله سبحانه سورة كاملة باسمها فى القرآن الكريم، ولكن وعلى مر العصور وبسبب الجهل تتعرض ثلث نساء العالم تقريباً للعنف القائم على نوع الجنس، العنف الذكورى الذى يحملهن دائماً المسئولية، ويتم التشكيك فى شهادتهن، رغم أن التاريخ المصرى والعالمى يشهد على نساء حكمن العالم بقوة وعدل، وآن الأوان لتتغير هذه النظرة، ليتسع هامش المشاركة الحياتية القائمة على الاحترام وتقدير الآخر، لإعطاء مساحة أوسع لأصوات النساء والفتيات والعمل على إنهاء العنف ضدهن، بصرف النظر عن النوع والجنس، فكل من الرجل والمرأة، الذكر والأنثى يكمل الآخر، لتسير الحياة بلا عنف، بلا إهانة، بلا تحميل المرأة معظم الأخطاء. يشهد العالم خلال هذه الفترة الممتدة بدءاً من 25 نوفمبر وحتى 11 ديسمبر من كل عام، الاحتفال باليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة، ستة عشر يوماً تشهد أنشطة متعددة حول العالم، وتوسع الحملة جهودها فى مصر هذا العام بقياة الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة وفريق عمل جماعى من النساء والرجال، وبحضور الشركاء الوطنيين، وشركاء التنمية، ومسئولى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ووسائل الإعلام، تم إطلاق الحملة مساء الخميس الماضى من منزل السفير السويدى المطل على نيل الزمالك، والتى تتضمن إبحار 16 قارباً مختلفاً تجوب نهر النيل خلال 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، وتحمل المراكب على أشرعتها 16 رسالة رئيسية بألوان البرتقالى رمز الحملة، لرفع مستوى الوعى حول مختلف القضايا المتعلقة بتمكين المرأة، رسائل تقول لا لختان الإناث، لا للتحرش الجنسى، لا للزواج المبكر، وغيرها من اللاءات التى تدعو إلى تعزيز تعليم الإناث والمساواة بين الجنسين. إن ملف العنف ضد المرأة يتضمن أيضاً تمييز قوانين الأسرة التى تحكم الميراث والحضانة والطلاق والعديد من الأوضاع المسيئة التى يجب أن تتغير بحيث لا تجور على المرأة وعلى الرجل أيضاً، وهذا هوَ دور المجتمعات ومجالس النواب فى سن القوانين والتشريعات المنصفة، فعندما تضيق المجتمعات وصول المرأة للموارد المالية والإئتمان والأمان فإنها تعوق قدرتها على ترك الأوضاع المسيئة. نتمنى أن نشهد عالماً جديداً بحلول عام 2030 موعد انتهاء الحملة العالمية للقضاء على العنف ضد المرأة.