الإثنين، 25 نوفمبر 2019 - 08:17 م

مايسة عبدالجليل

أثبت تقرير معهد أبحاث بنك «كريدى سويس» السويسرى والذى صدر أواخر الشهر الماضى ما هو مثبت بالفعل وهو أن الفقراء فى العالم يزدادون فقرا بينما الأغنياء يزدادون غنى.. هذا باختصار ما قاله التقرير بعيدا عن الأرقام والحسابات التى يدور معها العقل.. وهو ما يشير أيضا إلى الافتقاد الشديد للعدالة فى توزيع الثروات حيث تتجمع معظم الثروات فى يد شريحة صغيرة جدا من السكان استحوذوا على 45٪ من ثروات العالم بينما تاه الباقون بين أقدام المحظوظين.
ولأن مصر جزء من العالم فقد انطبق عليها أيضا ما جاء فى هذا التقرير حيث زادت الهوة بين الطبقات خاصة بعد ثورة يناير وزيادة الأسعار وتغير سعر صرف الدولار فتدلنا خريطة توزيع الثروات حسب التقرير أن هناك أقل من مائة مصرى تجاوزت ثرواتهم الـ33 مليار دولار وأن اجمالى الثروات لدينا زادت هذا العام بمقدار 108 مليارات دولار بزيادة 13.7٪ عن العام الماضى والذى كانت فيه الزيادة 18 مليار دولار فقط وحسب ما نشرته جريدة الوفد المصرية نقلا عن التقرير أن هناك 71.4٪ من المصريين تقل ثرواتهم عن 10 آلاف دولار وأن 27٪ منهم تتراوح ثرواتهم ما بين 10 آلاف دولار وحتى المليون دولار وأن ١ ٫٠٪ فقط من المصريين تزيد ثرواتهم عن مليون دولار!!
وأرقام صادمة توضح مدى التفاوت الكبير بين الطبقات وهو ما سبق وأكده جهاز التعبئة والإحصاء إلى ارتفاع معدلات الفقر فى مصر إلى 32.5٪ بعد أن سقط معظم أفراد الطبقة الوسطى إلى ما تحت خط الفقر وأصبحت نسبتها أقل من 25٪.
لا شك أن هذا الخلل الكبير يؤثر على السلم الاجتماعى وهو ما انتبهت إليه القيادة السياسية وأعدت الكثير من المؤتمرات لمكافحة  الفساد هذا إذا اعتبرنا أن هذا التفاوت نوعا من أنواع الفساد وليست أرزاق موزعها الخلاق.