حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

مكرم محمد أحمد

حمدي رزق

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019 - 07:52 م

عمت صباحا أستاذى ومعلمى، كلما شاهدتك جالسا فى مقعد «الصحفى « وأنت الأستاذ الكبير، تدون وتسجل وتسطر وتمعن وتسأل وتطلب إجابات على علامات استفهام، أعجب من فرط مهنيتك، وحيويتك الصحفية، صحفى حتى النفس الأخير، مضروب بالصحافة، مخلص لمهنة لا تعطى إلا المخلصين، ولا تحتفظ دفاترها إلا بأسماء العاشقين، عميد الصحافة المصرية عاشق صبابة للحرف مطبوعًا.
لايعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، وجود الأستاذ مكرم بيننا فضل كبير، أطال الله فى عمره ورزقه من فضله وكرمه، ومطالعة ما يسطره كل صباح فى «نقطة نور « فى الأهرام العريقة، دروس فى الصحافة الوطنية التى تفيض حبا لوطن أعطاه كل عمره، وما بخل، كريمًا معطاء، فيض نهر دافق بالحياة.
الكتابة عن العميد ليست تجملا فالرجل يكره المتملقين كراهية التحريم، بل حق مستحق.. وهذا أقل القليل، الكبير قيمة عند من يعرف للكبار أقدارهم، وعلم لمن يعرف أسماء الإعلام، وأستاذ جليل لمن تربوا على يديه، وتعلموا درسه، ووعوا قيمة المهنة التى يستبطنها ولايغادر حرفها، الصحافة عند الأستاذ مكرم قيمة مضافة لوطن يستحق ماهو أكثر من الصحفيين الصادقين.
صراحته كلفته كثيرا، وحماسته جلبت عليه المتاعب، وإخلاصه لم يكن مهضومًا من بعض المؤلفة قلوبهم، ومكانته المستحقة احتراما أكلت قلوب مريضة، مرضى القلوب لا يطيقون رؤية أصحاب القلوب الطيبة، قلبه طيب، يستحق المحبة، محبة خالصة لمن أحب الصحافة فاكتوى بنارها، نار موقدة لو تعلمون.
وإذا خاطبهم الجاهلون، والجاهلون بمسيرة الأستاذ وتاريخه، ومبدئيته، وأخلاقه، وأفكاره، ومنطلقاته الوطنية، لم يغادر اسم مصر مطلقا، ولا نطق لسانه بغير حروفها، ولم يكتب يوما مخاتلا، أو مغازلا، ولا متربحا من قلمه، مكرم محمد أحمد صحفى يأكل من كد قلمه حتى ساعته، والله على ما أقول شهيد.
الأستاذ مكرم قائم بيننا، يجتهد فى ضبط الحروف التى شاهت وتشوهت بفعل الاستسهال والاستهداف وتخليص الثأرات، يقف فى مواجهة جيوش الغزاة « جيوش السوشيال ميديا « التى خربت الصحافة تمامًا، وأحالتها إلى أطلال نتباكى عليها، وهو حزين منا وعلينا، أخشى أن نكون ضيعنا الأمانة.
الكبير الذى علمنى الحروف كلها، مدين له بهذه السطور، هذا رجل خليق بالاحتفاء، أين هى التكريمات والأنواط من رجل أفنى حياته فى مهنة تأكل الحيوات، وتمص الرحيق، المحترم العميد مكرم محمد أحمد خليق بوسام الاحترام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة