جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

أين الدولة من إنفلات سعر رغيف خبز الطبقة المتوسطة؟

جلال دويدار

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019 - 07:53 م

 

فى ضوء تعليمات الرئيس بمراقبة الاسواق يثور التساؤل عما يجب ان يكون عليه تحرك الأجهزة المعنية فى الحكومة لتحقيق هذا الهدف. لا مجال هنا للسلبية التى سندها الاستهتار وعدم القيام بالواجبات والمسئوليات. لا جدال ان هذا القصور المتعمد ليس من هدف له سوى خدمة الاستغلال والاحتكار وخراب الذمم والضمير والفساد.
بداية فإن من مهام هذا التحرك المأمول توفير الحماية للفقراء وغير القادرين وكل أبناء الشعب. لا جدال ان ما يتم القيام به غير كاف حتى الآن. ما هو مطلوب من حماية اجتماعية.. يجب ان تشمل أبناء هذا المجتمع. ما يحدث يأتى ضد مبدأ الرعاية التى يجب الا تفرق بين ابناء الوطن الواحد.
فى هذا الشأن وانطلاقًا من الاستراتيجية التى تتبناها الدولة بتصويب وترشيد الدعم فان ابناء الطبقة المتوسطة هم من سيكونون فى مقدمة المحرومين منه. من هنا فإنه يتحتم على الدولة العمل على حمايتهم من الاستغلال القائم على انفلات الاسعار وتوحشها فيما يتعلق بالمواد المدعومة التى كانوا يحصلون عليها قبل الحرمان. يأتى فى مقدمة هذه السلع.. الخبز الحر الذى يبدو ان توحش أسعاره لاتحظى باى متابعة رقابية.
كان من نتيجة ذلك ارتفاع أسعاره بنسبة مبالغ فيها وصلت لسعر الرغيف الواحد من ٢٥ قرشا إلى ١٠٠ و١٥٠ قرشا. كانت حجة المنتجين.. اعباء تحرير سعر الصرف وانخفاض سعر الجنيه بنسبة ١٠٠٪. ان ما يؤكد جشعهم ان الزيادة فى هذا السعر بلغت أربعة وخمسة أضعاف قيمة انخفاض سعر الجنيه.
الآن وبعد انخفاض التضخم وارتفاع سعر الجنيه مقابل الدولار المستخدم فى شراء قمح الخبز بأكثر من ١٢٪ حتى الآن. رغم هذا فإن لا أحد يريد ان يتدخل لتصويب الاسعار الاستغلالية لسعر رغيف الخبز الحر «السياحى»  لصالح نسبة كبيرة من مواطنى هذا الوطن.. لحساب من يتم السماح بهذه الزيادة فى سعر هذا الرغيف!! ما يجرى يجعلنا نتساءل عما إذا كان هناك موقف متعمد من جانب الدولة يستهدف حرمان هذه الفئة من حقها فى الرعاية والحماية الواجبة من الاستغلال والاحتكار.
لا أعتقد ان المسئولين فى الدولة لايعلمون ان عائل الاسرة من الطبقة المتوسطة المنضبطة العدد مطالب بأن ينفق يوميا ما بين ٢٥ و٤٥ جنبها لشراء هذا الخبز الحر!!. أى ما بين ٧٥٠ و١٢٥٠ جنيها شهريا.
أليس غريبًا ومثيرا القبول بأن يتصاعد الفرق بين الرغيف المدعم ورغيف الطبعة المتوسطة ليبلغ ما بين ٩٥ قرشًا و١٤٥ قرشًا.
بالطبع فإنه وعلى ضوء ماتم إعلانه عن التكلفة التى تتحملها الحكومة لدعم الرغيف المدعم المقدرة مع التجاوز بحوالى ٦٠ قرشًا. معنى هذا ان ربح المنتجين للرغيف الحر (السياحى) كما يطلقون عليه يصل إلى ١٠٠٪ وأكثر من قيمة التكلفة الحقيقية. هل هذا عدل وحماية اجتماعية ياحكومة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة