شكرى رشدى
شكرى رشدى


اصل الحكاية

بطل من لحم ودم

شكري رشدي

الأربعاء، 27 نوفمبر 2019 - 07:12 م

اصبح بطلا خارقا، بطلا حقيقيا ليس من صنع «ديزني» ولا «هوليوود»، بطل من لحم ودمّ، وتحديدًا من الدمّ، إنه «جيمس هاريسون»، الذى أنقذ طوال حياته ما يزيد على 2 مليون طفل كانوا من الممكن ألا يروا النور، وألا يأتوا إلى الحياة، وذلك لأنه تبرع لهم بـ«دمه النادر جدًا»،
«جيمس هاريسون».. استرالى، وُلد فى 27 ديسمبر 1936، عندما كان فى عمر الرابعة عشرة، خضع لإجراء عملية جراحية خطيرة فى منطقة الصدر، تطلب خلالها أن يتم نقل ما يزيد على الـ13 لترًا من الدمّ حتى يتمكن من النجاة، وبعد أن نجحت هذه الجراحة، وخلال قضائه ما يقارب من الـ3 أشهر فى المستشفى، أدرك أن الدمّ الذى نُقل له هو ما أنقذ حياته.
هذه الفكرة التى اشتعلت فى رأس «هاريسون»، وهو ابن الـ14 عامًا، جعلته يدرك أن من تبرعوا له بالدم، هم من أنقذوا حياته بالفعل، وحينها أخذ قراره وقطع عهدًا على نفسه بأن يبدأ التبرع بدمه عند بلوغه السنّ القانونية، وهى «18 عامًا»، وبالفعل، بدأ منذ أن بلغ تلك السنّ، استمر طوال حياته بفعل ذلك الخير حتى وصل عامه الـ81، الذى لا يستطيع فيه التبرع مرة أخرى.
خلال العام 1954 - عند بلوغه عمر الـ18 عامًا - بدأ «هاريسون» بالتبرع بالدم فعلًا كما كان يريد، وبعد المرات القليلة الأولى التى فعل بها ذلك، اكتشف الأطباء أن دمه يحتوى على أجسام مضادة قوية ومستمرة بشكل غير عادي، وهى التى تساعد على حدوث التوافق بين دمّ الأم ودمّ الجنين الذى يكبر فى رحمها. هذا الأمر جعل رغبة «هاريسون» فى الاستمرار بالتبرع بالدمّ، تزيد أضعافًا عن السابق، ومنذ ذلك الوقت تم التأمين على حياته بما يزيد على المليون دولار، وتمت خلال ذلك الأبحاث على أساس تبرعاته، إنتاج الـ«جلوبيولين» المناعى المضاد، وخلال كل هذه السنوات تمكن بالفعل من إنقاذ أرواح الملايين من الأطفال.
مقال فى جملة :
يستطيع الناس أن يعيشوا بلا هواء بضع دقائق، وبلا ماء أسبوعين، وبلا طعام حوالى شهرين، وبلا أفكار سنوات لا حصر لها

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة