جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

لن يأتى الحل على يد الميليشيات!!

جلال عارف

الأربعاء، 27 نوفمبر 2019 - 07:21 م

 

تصاعد وتيرة العنف فى مواجهة الاحتجاجات الشعبية العارمة فى العراق وليبيا لا ينذر بالخير. يبدو أن القوى السياسية راهنت فى البداية على كسب الوقت، متوقعة أن تتراجع الاحتجاجات بعد أن تفقد الأمل فى التغيير الحقيقى التى خرج الناس يبحثون عنه.. لكن ما حدث أن الاحتجاجات استمرت، والمطالب تصاعدت. وبدلا من التعامل بجدية مع هذه المطالب، ازداد التمسك بالسلطة، وبدلا من استيعاب حقيقة أن الأوضاع لا يمكن أن تعود كما كانت قبل الاحتجاجات، بدا أن هناك من يسير على النهج الإيرانى فى البطش بالمحتجين الذين اتهموا بأنهم عملاء وخونة وبلطجية.. إلى آخر قائمة الاتهامات المحفوظة بهذا الشأن!!
تتناسى الطبقة السياسية التى فقدت ثقة الشارع أن هؤلاء «الخونة والعملاء!!» التزموا فى تحركهم بالسليمة، وأن ما رفعوه من مطالب أساسية كان محل ترحيب الطبقة السياسية نفسها «أو هكذا أعلنت!!» وهى تحيل ملفات الفساد الهائلة إلى القضاء بعد أن ظلت حبيسة الأدراج لسنوات. ثم وهى تعترف بأن النظام الذى قام على الطائفية وتقاسم الغنائم لم يعد ممكنا أن يستمر!!
لكن المشكلة ظلت فى افتقاد الثقة فى طبقة بأكملها قادت بلادها إلى هذه الأزمات. والحل بالتأكيد لن يكون باستدعاء الميليشيات المسلحة، أو بالمحاولات المستمرة لخلق صدام بين قوى الأمن والجماهير الباحثة عن نظام جديد يخرج البلاد من سطوة الطائفية ومن ميراث الفساد. الفرصة مازالت موجودة لعبور آمن نحو إصلاح حقيقى يفتح أبواب الأمل أمام جماهير خرجت طلبا للعدالة والكرامة، ورفضا لترك بلادها تدفع ثمن صراع الطوائف والفاسدين وفواتير الحروب بالوكالة.
التهديد بالميليشيات لن يكون الحل. وإنما الحل يأتى حين يدرك الجميع أن التغيير حتمي، وأن الاوضاع لن تعود أبدا كما كانت قبل أن يفيض الكيل ويتحرك الناس.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة